جلس "خالد" ذو الستة عشر ربيعاً علي سريره وحوله بعض الأشخاص مرتدين ثيابهم البيضاء والخضراء والذين ربما يراهم لأول مرة وربما كانت أخر مرة أيضاً , الكل ينظر اليه وجسده الصغير ينتفض معلناً عن خوفٍ و قلقٍ قاتلين.
مدّ أحدهم يده واضعها علي يد "خالد" المرتعشة الباردة كالثلج , فنظر اليه بنظرة حائرة يملؤها الخوف وعينين تغطيهما سحابة من الدموع قائلاً بصوتٍ مبحوحٍ مرتعدٍ متقطعٍ
"أنا خــايف!!"
نظر اليه الاخر في صمت مُربتاً علي يديه , فخرج صوت خالد مرة اخري ولكنه كان أعلي وأكثر ارتعاشاً هذه المرة
"أنا خايف أوي"
حاول الطبيب ايجاد ما يقوله لخالد ولكنه اكتفي بان امسك يد خالد يحتضنها بين يديه فلم يجد خالد الا مردداً بصوت تخنقه الدموع هذه المرة
"أنا خايف أوي يا دكتور"
رد الاخر بعد محاولته لايجاد كلمات في هذه اللحظة الحرجة قائلاً
"ما تقلقش , ان شاء الله مش هتحس بأي حاجة".
نظر "خالد" الي ساقه اليمني ورفع عينيه الي الطبيب الواقف أمامه والذي لم يتحمل تلك النظرة بعينيه فأبعدهما عن عيني خالد التي ترمقه كالسهام. مرة اخري حاول "خالد" التفوه ببعض الكلمات فسأل الطبيب سؤالاً كان يعرف اجابته سابقاً متعلقاً بامل ربما وجده علي لسان الطبيب
"هو مافيش أي حل تاني غير دا"
ربت الطبيب علي يديه المرتعشتين ونظر اليه نظرة تعاطف والم فاستكمل خالد
"بس أنا عندي 16 سنة "
اجابه الطبيب
"احنا هنعمل كدة علشان ننقذ حياتك يا خالد"
وكأنه اطفأ انوار الحجرة , اسودّت الدنيا في عيني خالد ولم يعد يري أمامه شيئاً سوي ساقه الممدودة امامه.
مرّت فترة من الصمت قطعها وصول "أطباء التخدير" , صرخ خالد صرخته الأخيرة , صرخة استغاثة وخوف واستنكارواعتراض.. ليس اعتراضاً علي تخديره وانما اعتراضا علي بتر ساقه.
**********************
قصة اليوم احداثها حقيقية , حدثت أمس واليوم وكل يوم , نقلتها اليكم بأسلوبي ومُخيلتي كما سمعتها علي لسان أحد زملائي الأطباء والذي عاش احداثها وعشت أحداثها أنا أيضاً وتأثرت بها وسجلها قلمي رغماً عني. فمن يدري ربما كنت انا "خالد" في يوم من الأيام وربما كان شخصاً قريباً مني وربما كانت تذكرة من الله لنعمة ربما غفلنا عنها وعن حمد الله عليها.
قصة اليوم احداثها حقيقية , حدثت أمس واليوم وكل يوم , نقلتها اليكم بأسلوبي ومُخيلتي كما سمعتها علي لسان أحد زملائي الأطباء والذي عاش احداثها وعشت أحداثها أنا أيضاً وتأثرت بها وسجلها قلمي رغماً عني. فمن يدري ربما كنت انا "خالد" في يوم من الأيام وربما كان شخصاً قريباً مني وربما كانت تذكرة من الله لنعمة ربما غفلنا عنها وعن حمد الله عليها.
كلمة أردت قولها لخالد ولكل من مر بتجربته
ان الله هو الرحمن الرحيم ورحمته لو وزعت علي اهل الأرض جميعاً لغمرتهم ولزادت مائة مرة , وحياتنا طالت أم قصرت ليست سوي أيام نحياها بما فيها مارّين بكل اختباراتها وتجاربها حتي تمّر بسلام وننتقل لحياة أبدية خالية من كل ألم وعذاب عشناه علي هذه الأرض. واعلم ان الله اذا أحب عبداً ابتلاه وان الله مع الصابرين اذا صبروا. حقاً الصحة تاج علي رؤوس الأصحاء وهي نعمة لا يدرك قيمتها الا من فقدها.
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا