الخميس، ديسمبر 11، 2008

كي لا تذبل زهرتي



القطار يسير فوق قضبانه البلاستيكية محدثا أصواتاً يتردد صداها في أرجاء الغرفة.لا أدري السر في عشق طفلي لهذا القطار الذي كنت قد أهديته له مؤخرا في حفل يوم ميلاده الأخير ,ابتعته له حتي يجد ما يسليه بالمنزل أثناء غيابي عنه في عملي خاصة وأن والده يعمل في الخارج وانا هنا وحدي معه.

لم يعد يهتم بألعابه الأخري ولم يعد يلق بالا لأي لعبة جديدة فقد اكتفي بالقطار.وها هو يجلس منزويا كعادته في أحد أركان المنزل يتأمله وهو يدور سريعا فوق قضبانه في صمت رهيب.

قررت اليوم مشاركته وحدته , اقتربت منه في هدوء شديد كي لا أقطع عليه خلوته ثم جلست بجواره علي أرض الغرفة. لم يلتفت هو اليّ فقد كان غارقا في تأملاته.حاولت قطع صمتنا وخلق حديث بيننا

فسألته:الي أين يتجه القطار يا نادر؟

أجابني دون أن يرفع عينيه من علي القطار:لا يتجه الي أي مكان , فهو يدور دورته ويعود مرة أخري لنفس المكان ليبدأ في الدوران من جديد.

حاولت معرفة ما يدور بذهنه فاستطردت حديثي:ولكنه لا يمل أبدا أليس كذلك؟

أجابني في ضيق:بالطبع هو يمل ولكنه ليس لديه طريق اخر فهو يدور ويدور ويدور.

حاولت مداعبته لتخفيف حدة الموقف قائلة:وكيف يمل وهو يشاركك وقتك يا نادر؟ أنا أحسده علي صداقتك فأنت تقضي معه وقت أطول مما تقضيه معي.

التفت الي وأجابني بعينين حزينتين:هو الاخر ملّ مني مثلما فعلتي أنتي ومثلما مللت أنا من كل شيء, هو يسير وحيدا مثلي ليس لديه أصدقاء سواي.

نظرت اليه في أسي وشعرت بعبرة تترقرق في عيني , الان فقط عرفت سر تعلقه بالقطار وسر عزلته. اقتربت منه ومددت اليه ذراعيّ لأحتضنه بينهما ورحنا في عناق طويل وأنا أعده بنزهة خارج المنزل و بألا أتركه وحده حبيس المنزل أبداً.

الأطفال كالزهور تعيش بالحدائق لكي تتفتح يجب تعريضها لأشعه الشمس ومدها بالهواء المتجدد.
____

هناك 21 تعليقًا:

DR.HAMAS يقول...

يااااااه

شعور سئ أن تتكرر نفس الأحداث بنفس التفاصيل

و أن يكون الانسان محلك سر

أعانك الله كى تخرجيه مما هو فيه

و أن تكسرى عزلته

بارك الله لك فيه

بفرض أن الكلام خاص بحضرتك .. و انا قصتك الواقعية


كل عام و انتم بخير





د.حماس

HERO يقول...

ربنا يخليهولك وهو اكيد فعلا عايز يخرج ويلعب ويتفسح واكيد انتي كنتي طفلة وعارفة الشعور ده وحاولي تصاحبيه لأنه كونه صاحب القطار المفروض ان ده شئ مش حلو يعني لازم تبقي جنبه وتحسسيه انك معاه دايما

تحياتي

رحــــيـل يقول...

سنووايت

جميله جدا فكرتك
ومش الاطفال بس احنا كمان اوقات كتير بيحصل معانا كده

جميله بجد

تحياتى لكى

الفارس الملثم يقول...

صدقيني شعرت بنفس الدمعه التي ترقرقت في عين والدته , والمعني الذي في القصه شعرت انه اكبر من احساس الطفل ,بل هي حياتنا تشبه حركة القطار تدور في دائرة رتابه وملل قاتله نختنق فيها ببطء

المعاني الرائعه والاحساس هواكثر ما يميز كتابتك يا سنووايت

تحياتي

Unknown يقول...

وكذلك قلوب العاشقين سيدتي تحتاج أن تعيش في الحدائق كي تنعم بسحر الحياة لا أن تبقى حبيسة الأحزان والآلام..
ربما من اليوم أكون أحد هؤلاء الذين يحرقهم الحب وألمه شيئا فشيئا حتى لا يجد أحدهم نفسه إلا غارقة في العذاب..
ستلاحظين ما أقول لو انتبهتي لتعليقين في آخر تدوينتين في مدونتي قد كانت هي حبيبتي وأنا حبيبها وهي ما تزال حبيبتي لكني والله يعلم خرجت من قلبها..لاحظي توقيعها دائما باسم المخلصة إليك سابقا..
سيطير عقلي وربما أترك الحياة بأكملها مما أنا فيه من ألم وأعتزل الكون بأسره.. فهل سأجد حقا من يحتضنني ويصحبني لحدائق الحب ويداوي جرحي..حقا أعترف ما زلت طفلا في مدينة الحب لكنه طفل أصابه الشلل..
مودتي ومعذرة لو أطلت وتحدثت في شؤون شخصية لكنها الراحة التي أجدها هنا..
تحياتي لك أختي

Esraa Hamed يقول...

الأطفال كالزهور تعيش بالحدائق لكي تتفتح يجب تعريضها لأشعه الشمس ومدها بالهواء المتجدد.


القصة بجد رااائعة و مؤثرة جدااا
و نهيتيها بجملة ارةع اجملت فيها المعني المطلوب

اسلوبك بجد بيزداد روعة كل بوست عن اللي قبله

دمتي متألقة يا قمر

Mafrousa يقول...

الاطفال مثل النبتة
تهتمي بيها و تراعيها
تلاقيها نبتة نضرة فيها صحة و اوراقها خضرة خضار جميل
اما ازا اهمتيها
ممكن يحصلها اي حلجه و كل حاجه
ربنا يعينك على حسن التربية

Unknown يقول...

فى ناس بيعملوا فى اطفالهم كدة بجد وعشان كدة انا اول مرة اتاثر كدة من فترة طويلة

Unknown يقول...

الأطفال نعمة غالية جدا ..
يجب تادية شكر النعمة و الحفاظ عليها :)
خدي بالك منه يا سنووايت :)
دة جميل اوي اوي.. و محتاج لك جدا .. اكتر من اي حد تاني .

لحظة تأمل يقول...

ان يشعر قلب رقيق كقلبه بكل هذه الوحدةفهو شئ لا يحتمل

جميلة قصتك وحقا كما قلتى فالاطفال كالزهور ويحتاجون الى كل الرعايةوالحب

تحياتى وسلمت يداكى

mohamed ghalia يقول...

الأطفال كالزهور تعيش بالحدائق لكي تتفتح يجب تعريضها لأشعه الشمس ومدها بالهواء المتجدد.
جميلة قوى الكلمة دى
البوست كله هايل
ربنا يزيدك
دمتى بكل الود
فى حفظ الله

قلوب بتغنى يقول...

سنوايت
اولا احسدك على هذا الطفل الرقيق بارك الله لكى فيه
وصعب جدا ان يشعر طفل بمثل هذا الاحساس فى هذا العمر
هناك احاسيس من واجبنا نحن الاباء ان نجنبها لابناءنا والا نكون قد فشلنا فى رسالتنا
اعانك الله

حـــــدوتـــــة يقول...

السلام عليكم

بوست رقيق وممتع كالعادة
انا مش عارف دى قصة حقيقية ولا لأ

بس عموما مفيش حاجة تعوض طفل عن امه
حتى لو كانت شغاله وزيرة

سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام

Dr. Ibrahim يقول...

ماشاء الله تشبيه رائع

نعم فيجب خروج الطفل عن الملل وعن الإطار الموجود فيه او عن قضبان الحديد

ويتفعل مع غيره ليتعلم خبرات جديدة وليشاهد الجديد ويثرى مخه بالمعلومات والخبرات التى عند تراكمها تساعده فى المستقبل

كل سنة وحضرتك طيبة

د إبراهيم

Kiara يقول...

الاطفال نعمه ياريت فعلا نحافظ عليها

كوني طفله مثله وهتعرفي تخرجيه من عزلته

كل سنه وانتي طيبه

يا مراكبي يقول...

أولا .. صعب جد إن يكون فيه طفل في العمر ده ويتكلم بالحكمة دي أو بالإسلوب ده .. الحوار اللي على لسان الطفل ده كان كلامك إنتي مش هو .. اقصد الطفل اللي في القصة .. وبالتالي الجزء ده غير مقنع

ثانيا .. عنوان القصة وكذلك العبارة اللي في نهاية القصة جيدين جدا لأنهم بيحملوا ملخص وافي ومختصر للمعنى والمغزى الحقيقي من وراء القصة .. عجبوني بجد

فارس بلا جواد يقول...

كلا م جميل اتمنى لكى مزيد من التوفق والنجاح فى حياتك

أحمد هشام يقول...

تدوينة جميلة عن احتياج الأطفال إلي من يشاركهم عالمهم الخاص بهم ..
حقيقة يؤلمني جدا ما أراه حولي كثيرامن عدم مراعاة أن لهؤلاء الأطفال حقوق لا تراعي في كثير من الأحيان ...

Unknown يقول...

شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف منازل بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة عزل خزانات بالرياض
شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض

Unknown يقول...

شركة تنظيف بالرياض
شركة تنظيف منازل بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة عزل خزانات بالرياض
شركة مكافحة النمل الابيض بالرياض

شركة المنارة تنظيف منازل وفلل وموكيت وسجاد بالدمام يقول...


شركة المثالية للتنظيف بالقطيف
شركة المثالية لتنظيف المنازل بالقطيف
شركة المثالية لتنظيف الفلل بالقطيف
شركة المثالية لتنظيف المنازل
شركة المثالية لمكافحة الحشرات