الثلاثاء، أكتوبر 28، 2008

من فضلك..تألّم في صمت!


أن تتألم..
هو قدرك

أن تُعبر عن ألمك..
هو حقـــك

أن يتألم الآخر من أجلك..
هو يُحبـــــــــك

أن تتسبب في ايلام غيرك..
هو فقط ذنبـــــــــــك
..

الأحد، أكتوبر 26، 2008

جسر الخريف



فِي كُلِ عامٍ تَجمعُ أغراضَها
لتنتقل مِن جزيرةِ الصيف
إلي أرضِ الشتاء
لا يُؤرقها سِوي العُبور
فوق جِسر الخريف الفاصل بينهما
برياحِه العاصفة وبرودتَِه المُتسللة
إلي أعماقِها

في كُل عامٍ
تقِف بمُنتصف الجسر
لتخطو بقدميها
فوق أوراق الأشجار الجافة
لتعصفها الرياح
المُحملة بالأتربةِ أحيانا
وبالأمطارِ أحيانا أخري
تحاول الابتعاد
عن شواطيءِ الصيف
والهروب من شمسِه الحارقة
تخشي أن تلقي بنفسِها
في أحضانِ الشتاء الباردة
أو أن تضيعُ في طُرقاته المظلمة

في كلِ عام
فوق جسر الخريف
تُحاول البقاء عالقة
بين صيفا راحلا بجفافِه
وشتاءا قادما بأمطاره
إلي أن تحركها الرياح
في الاتجاه الآخر

في هذا العام
لم تجمع أغراضَها من جزيرةِ الصيف
لتنقلها معها إلي أرضِ الشتاء
فقد نَوَت أن تأتي
بأغراضٍ جديدة
لأرضٍ جديدة
لم تُحاول الهرب من جزيرةِ الصيف
ولم تعُد خائفة من الضياع
في طرقات أرضِ الشتاء

في هذا العام
أراها واقفة فوق جسرَ الخريف
تُودع جزيرةَ الصيف الراحلة
بابتسامة
وتلوح لها بيدها
وفي عينيها نظرة..
الي اللقاء
ثم تلتفت الي أرض الشتاء القادمة
وتجري عليها
بابتسامة
وفي عينيها نظرة..
أشتاقُك
فاتحة ذراعيها وضاربة بيديها
سُرعة الرياح
عابثة أناملها
بحبات المطر المُتساقطة

في هذا العام
امتدت لها يدا
لتحجب عنها أشعة
شمس الصيف الحارقة
ولتنير لها مصباحا
في ليالي الشتاء المظلمة
ولتصد عنها
رياح الخريف العابثة
فلم تعُد هاربة من صيفٍ
أو خائفة من شتاء
ولم يعُد يُؤرقها كَكُل عام
العبورُ فوق جسرَ الخريف
. .

الاثنين، أكتوبر 20، 2008

الخروج عن القطيع!


الفترة الماضية عرضت قناة ارت سينما فيلم "مرجان أحمد مرجان" لعادل امام , وقد شاهدته أكثر من مرة أثناء عرضه علي القناة علي الرغم من مشاهدتي له بالسينما أثناء فترة عرضه العام الماضي..

لن أخوض في مناقشة القضية التي عرضها الفيلم "الرشوة والمرتشين" فقد شبعنا منها وانما سأكتفي بمشهد واحد فقط استوقفني اكثر من مرة , في البداية استوقفني من شدة الضحك وفي المرات التالية من شدة التفكير..

المشهد مثّله عادل امام او" مرجان احمد مرجان" وهو عضو بمجلس الشعب وأثناء خطابه ومدافعته عن بعض الوزراء والمسئولين بمحاولة تطبيق سياسة "العلبة دي فيها فيل" يفاجئنا بمحاولته لاقناع الحضور بكل ما يخالف الحقائق..

فعن تكذيبه لأزمة رغيف العيش نجده يخرج من حقيبته رغيف قطره 30 سم لم تره أفراننا منذ الحملة الفرنسية -دا اذا كان فيه وقتها أفران- في محاولة لاقناع الحاضرين والمشاهدين بأن هذا الرغيف نموذج حي من أحد الأفران الشعبية -اذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل- , ثم يستكمل خطابه بتكذيبه للشائعات عن أنفلونزا الطيور فنجده يخرج علينا من حقيبته أيضا -شنطة حمزة ومحدش يسأل مين حمزة- دجاجة بيضاء متابعا لحديثه عن صحتها وسلامتها لنفاجأ أو يفاجأ هو بها ممدة علي الطاولة فاقدة للوعي , فنتمدد نحن علي مقاعدنا فاقدين الوعي وفاقدين السيطرة علي انفسنا من الضحك..

حسنا.. ليس الضحك هو ما استوقفني , ولكن المشهد ككل وما يرمي اليه , سياسة التضليل والتكذيب أو الكذب والخداع , ومحاولات اقناع الناس بما لا يعقله انسان او حتي حيوان بغريزته..

ان مرجان احمد مرجان ليس الوحيد , ولم يكن مشهده مجرد مشهد ساخر في فيلم كوميدي وانما كان تجسيد لواقع نلمسه ونعيشه في شوارعنا وشركاتنا وحكومتنا وفي معاملاتنا اليومية والأمثلة كثيرة لا حصر لها ولكنني سأكتفي بمشهد واحد من أرض الواقع..

مشهد مماثل بطولة رئيس أحد الأقسام بالكلية , وفي محاضرته وهو يحاول اقناعنا أيضا بما لا نعقله مستخدما أيضا سياسة "العلبة فيها فيل" وهو يدافع عن الامتحان الذي تم عقده منذ عدة اسابيع بالكلية والذي وصفه أكثر من دكتور بالصعوبة ناهيك عن رأي الطلبة , فنفاجأ بالاستاذ رئيس القسم وهو يشيد بمدي سهولة الامتحان بل وبمدي سعادتنا به وتهلل أساريرنا بدرجاته التي كان وقعها علي أكثرنا وقع زلزال 92 علي شعب مصر .

فعلي لسانه يقول الاستاذ الدكتور
"وطبعا الامتحان اللي "كلكم" انبسطوا منه أوي وخرجتوا منه مبسوطين وانبسطوا اكتر من الدرجات بعد ما رفعناها..."!!!!!!!! -يااااااااا راجل!!!
متابعا حديثه غير آبه بمئات الهمهمات بالمدرج المعترضة علي كل كلمة يقولها وكمية "الانبساط" والسعادة في كلماته وكأنه يخاطب مخلوقات غيرنا تجلس بيننا , مخلوقات شفافة لا نراها نحن ولا يراها أحد غيره , مخلوقات عمياء صماء بكماء تستقبل كل ما يقوله بنظرة سعادة بلهاء.
..
ثم يستكمل حديث التضليل ويؤكد تمام التاكيد انه لاتسريب للامتحانات ليصيبنا بالغثيان , فقد شعرت حقا بالخجل والاسي من أجله حتي انني وددت رفع صوتي بالمدرج قائلة "معلش يا جماعه الدكتور مش قصده" ولكي يقضي علي ما تبقي من اعصابنا وقوة تحملنا وقدرتنا علي كظم غيظنا أخذ يؤكد ويكاد يحلف بأن لا محسوبية ولا واسطة في امتحانات الشفوي وأنا أراه أمامي يتضائل ويتضائل في حلته الأنيقة تلك وينكمش من أعلي لأسفل حتي انني لم اعد منه أري سوي الحذاء.

لقد استطاع أستاذنا الفاضل رؤية نظرة السعادة بأعيننا والتي لم نراها نحن ولم نشعر بها ايضاً ولكنه لحدسه القوي وحاسته السادسة استطاع ان يستشف سعادتنا الغير مرئية والغير محسوسة بل وحاول اقناعنا بها كساحر يجيد فنون التنويم المغناطيسي والتأثير علي عقولنا التي كادت أن تفقد وظيفتها لعجزها عن استيعاب هذا الكم الهائل من المفاجآت والأكاذيب والخدع.

قديما كان الكاذب يختبيء ويكذب خجلا محاولا خداع من أمامه الذي لا يعلم الحقيقة , ولكن الان أصبح الكذب ع المكشوف -عيني عينك- فالكاذب متمكن للدرجة التي تجعلك تكاد تكذب "نفسك" وتصدقه وتؤمن بأن "العلبة فعلا فيها فيل" حتي وان لم تكن تراه, وان لم تفعل فأمامك الحوائط متوفرة في كل مكان -اخبط دماغك في أٌقرب حائط- فحتي الكذب أصبح بالاجبار وبالقهر في مجتمع صار ملوثاً بالأدخنة المتصاعدة من حرائق الضمائر الجماعية..

وقد أبت سنووايت أن ترضخ لأمثال "مرجان" ولا يوجد فيل في العلبة , العلبة خالية وستظل خالية طالما لا أري فيها شيئاً , الأفيال توجد في الغابات وحدائق الحيوانات ولولا خوفي علي مشاعر الأفيال لقُلت أنني بدأت أراها تعيش بيننا , تأكل من عشبنا وتشرب من مياهنا و تكبر وتضخم وتطغي علي كل ما حولها في الغابة الكبيرة التي صرنا نحيا فيها.
وان كانت الأفيال صارت تقود الماشية في قِطعان , فعفوا لست واحدة من القطيع ولن أكن يوما واحدة منه..
وأظنكم كذلك!!

الجمعة، أكتوبر 17، 2008

إلي عجوزٍ أعشقه


أراكَ أمامي شمعةُ تحترق
تُضيء حياتي
منذ وجودي
وعلي مدارِ سنواتي
حتي صار ضوءها
خيطا رفيعا
يهتز ويرتعش
ويخبو
رويدا.. رويدا..
فأراه يكاد ينطفيء
~ ~ ~ ~
عُذراً حبيبي..
فحاجتي اليك في عتمة طريقي
جعلتني أصارع الرياح القادمة
لا محالة
وأحيط ضوءك بكلتا يدي
في حرص وحذر شديدين
وفي محاولات ساذجة مني
لئلا تطوله أيٌ منها
فتعبث به وتُطفئه
ولكن هيهات
فريح اليوم جاءت
أقوي مِنّي ومن يدي
ومِنك
ومن ضوئك الغالي الحبيب
~ ~ ~ ~
عُذراً حبيبي
فقد اكتشفت أنني لا أملك
عُود ثِقاب واحد
ولو كانت تُباع وتُشتري
لابتَعت من أجلك
ألف عُود وعُود
~ ~ ~ ~

الجمعة، أكتوبر 10، 2008

إبتسم أرجوك




حسناً..
ها أنت عابسٌ بائسٌ كئيب.
أشعرت بالارتياح؟!

أنا لا أسخر منك , بل انني أتفق معك..
الحياة تبعث علي الحزن , وأكثر ما فيها -ان لم يكن كله- يُصيبك بالغثيان فلا تكد تشعر الا بتلك الغصة المريرة في حلقك.

ألا تدري أنني أشعر تماما بما تشعر به؟!
ألا تُدرك أنني أستطيع أن أري حزنك في عينيك الضاحكتين رغما عنهما؟!
الا تُدرك أنني أستطيع سماع نحيبك في تلك القهقهة التي تتعالي من فمك وكأنها صرخات استغاثة موجهة الي قلبي؟!
ألا تُدرك أنني أستطيع قراءة شكواك التي لم تخطها يدك وانما شكّلتها حروفك الحزينة رغما عنك؟!

لا تتعجب.. فأنا مثلك ومثلنا كثيرون ولكنك لم تُدرك بعد أين يكمن الاختلاف بيننا.

أعلم تماما أنك تحمل هماً وألماً , ومن مِنّا لا يفعل؟!
أحمقٌ أنت ان اعتقدت أنك وحدك من يفعل , فكل هؤلاء من حولك يحملون آلاما ربما فاقت آلامك , وجراحا ربما فاقت جراحك وعجزت أنت عن حملها.

لا تخدعك ضحكاتهم وابتساماتهم , فهي وسيلتهم المتاحة للتغلب علي هذه الآلام التي تغلّبت عليك وانتصرت حتي رفعت رايات الكآبة علي وجهك.

أوتدري لماذا؟
ليس لأنها أقوي منك , ولا لأنك كنت أضعف منها وانما لأنك فضلت الاستسلام لها , والخضوع لسلطانها الوهميّ.

لذلك لا تتعجب ان لم أتعاطف مع وجهك العابس , ولا تغضب ان لم أُبادلك عبوسك بعبوسٍ , وكآبتك بكآبة تزيد كآبتك , فلو فعلت لتحولت الأرض الي كتلة يائسة وليست يابسة.
فانني وان تعاطفت معك فسيكون من أجل ما أستشعره وليس ما أراه علي وجهك , فتجهمك يصيبني بالعمي المؤقت حتي أنني أضطر للنظر في الاتجاه الآخر حتي يرتد لي بصري.

أتدري لماذا لم تعد تري كل ما حولك الا عابساً؟

السبب الأول هي تلك الغمامة التي تغطي عينيك وفشلت دموعك في إذابتها , بل وزادتها سُمكاً وارتفاعا , من قال لك أن الدموع تذيب الأحزان وتداويها , خدعوك فقالوا فما هي الا مجرد مُسكّن موضعي لآلامك سرعان ما يتلاشي تأثيره المؤقت بجفافها.

السبب الثاني هو أن الأرض ما هي الا مرآة تعكس صورتك الداخلية , لأن الأرض التي تسير عليها تنتقل اليها اشارات من قدميك فتصيبها بالعدوي من فيروسات الكآبة التي تحملها روحك , ولأن الهواء الذي يُحيطك ويُلامس خلاياك يتلوث بما تحمله نفسك من تشاؤم ويأس أي أنك تتحول لمجرد بؤرة من الكآبة تنشر جراثيمها في كل مكان ليتحول العالم من حولك الي عالم ملوث بالأحزان وجراثيم الكآبة والبؤس فيرتد اليك ويصيبك بكآبة علي كآبتك وتفقد قدرتك علي الخروج من تلك الدوامة التي لا تنتهي.

ألم تشعر بعد بحجم مآساتك؟!
ألم تدرك بعد أي خطر تُمثله أنت و تجهمك علي الحياة وعلي البيئة المحيطة بك؟!

لا أطلب منك مستحيلاً أو شيئاً خارقاً , فطلبي بسيط ومُريح وتنفيذه لن يكلفك سوي جهد عضلي طفيف لتحريك بعض العضلات الصغيرة لتساهم في رسم ابتسامة علي وجهك وأوجه الكثيرين من حولك , فكما أن للكآبة جراثيم ضارة تنقلها , الابتسامة أيضاً عدوي مفيدة تنقلها بعض الكائنات الدقيقة الغير مرئية و الغير ضارة -بل هي مفيدة جدا- بين أنفس البشر وأرواحهم.

لذا أرجوك لا تلُمني ولا تتهمني بعدم الاكتراث لمشاعرك , فأنا أُُقدرها وأتفهم تماما ما يدور بداخلك ولأنني أكترث ولأنني أهتم لأمرك وأشعر بأحزانك فأنا لازالت عند طلبي ولازالت متمسكة تماما برغبتي وبحقي في أن أري ابتسامتك الظاهرية حين تراني وحين تتحدث الي و التي سرعان ما ستنتشر لتغطي كل ما حولك فتنعكس علي وجهي و عليك وعلي نفسك فتشعر بها أخيراً..شعورا حقيقيا بداخلك..

أنا علي يقين بأنك الآن تُدرك مقصدي وستفهمني حين أقول لك وأنت في غمرة أحزانك..

إبتسم..أرجوك..!

:)

الجمعة، أكتوبر 03، 2008

بائعُ القلوب


مرَّ بي يوماً عجوزٌ
قال لي؛
بائعٌُ أنا للقلوبِ
عِندي هُنا
أيّ صنف تشتهيه
اطلُبي مني وقولي
أيُّ أنواع القلوبِ تُفضّليه؟
..
قُلت له؛

أُريدُ قلباً سعيدا
لا تشوبه الأحزان
يُدرك معانيَ الآلام
خاليا لا غِلّ فيه ولا أحقاد
أبيضا خالصا مُنقي من السواد
..

قال لي
ها هو قلبٌ سعيد
لم يُجرب الأحزان
ولم يعرف يوما ألم
أبيضٌ لا لون فيه
خالي سوي من عدم
هيا احمليه

..
قلت له؛

أريدُ قلباً جديداً
ينبُض كي أحيا أنا
تتسارع نبضاتُه
عندما أُوجد أنا
تهدأ بغيابي أنا
قلباً جديداً
يملؤه حُبّي أنا
..
قال لي؛

ها هو قلبٌ جديد
لا شيء فيه
ضعي فيه ما تشائين
علّميه
دربيه علي اعتيادك
اخدعيه
كي يُحبك
جرِّبيه
..
قُلت له؛

بأيِّ ثمنٍ أشتريه؟!
..
قال لي؛

تدفعين لي من عُمرك
بِضع سنين
فأنا عجوزٌ علي مشارفِ الموتِ
كما ترَيْن
..
قُلت له؛

وماذا أفعل بالقلبِ الجديدِ
دونما عمراً أنا أفنيه فيه؟!
نعم أُريده
لكنني لن أشتريه
فهناك قلباً ينتظرني
يُناديني لألتقيه
أسكنه وأعيش من أجله و بِه
وأموتُ فيه
..
قال لي؛

أيُّ قلب تملكين!
أيّ حُلم مستحيل تحلُمين!
هل تبيعيني قلبك جديداً
-ولو ليوماً واحداً-
أملُكَه وأباتُ فيه؟!
..
قلت له
يا بائعَ القلوبِ
قلبي ليس للشراءِ وللتنازل
قلبي ليس سلعهً رخيصة
من أجل التداول
قلبي صغيرٌُ نائمٌُ
ينتظر
يدا حبيبة تُوقظه
تحتضِنه وتحمِله
ومِن حنانِها ترويه
..