السبت، مايو 31، 2008

مشكلة!!

موضوع من الأرشيف

المشكلة ليست في التليفزيون أو في البرنامج وربما ليست في المتصلين ومن المحتمل انها ليست في أنا وأعتقد انني سأحاول في النهاية اقناع نفسي بانه ليست هناك مشكلة من الاساس وانما هي فقط الحياة أو المادة أو الحياة القائمة علي المادة..
****
بدأت المشكلة عندما جلست لمشاهدة برنامج "المسلمون يتسائلون" علي قناة المحور , وهو من احد البرامج المفضلة لدي , في البداية اتصلت امرأة لتسأل الشيخ :
"انا وزوجي نعمل من بداية زواجنا وحتي الان في مجال تزويج الفتيات لرجال الخليج الذين يأتون لزيارة مصر مدة شهر أو شهرين , زواج عرفي -علي حد قولها- فهل مالنا حرام لانني اشعر انه حرام وانا تزوجته صغيرة لم اكن ادري طبيعة عمله, علما بأن زوجي قد ورث هذا العمل عن والده وانه لا يعرف عمل غيره؟!!!!!!!"
****
ثم زادت المشكلة وتفاقمت عندما اتصلت سيدة أو من الافضل ان اقول زوجة وأم , زوجة لرجل فقير وام لابنتين في سن الزواج , كانت تسأل الشيخ
"هل يجوز أن يبيع زوجي "كليته" في مقابل 50 ألف جنيه نستطيع بهم سد تكاليف زيجتيهما و علما بأننا لا نملك ما يكفي وهذه هي فرصتنا الوحيدة المتاحة؟!"
****
ثم ازدادت المشكلة بداخلي أكثر وأكثر عندما شرد ذهني قليلا في محاولة لتذكر خبر كنت قراته منذ حوالي عامين عن رجل يبيبع أولاده لأي أسرة قادرة علي تربيتهم بعد عجزه عن سد نفقات معيشتهم ومحاولته لايجاد مأوي لهم يضمن لهم مستقبل أفضل مما ينتظرهم اذا أشرف هو علي تربيتهم!!!!!!!
****
ثم وصلت المشكلة الي ذروتها وانا أُمرر علي ذاكرتي لقطات من فيلم "عايز حقي" وخاصة مشهد الفنان عبد المنعم مدبولي وهو يحكي لهاني رمزي قصة "عواد" الذي باع أرضه !!!!
****
وأخذت الأسئلة تطرح نفسها وتنهال علي عقلي المسكين الذي استطاع في النهاية تلخيص كل الأسئلة في سؤال واحد:
كيف يصل الحال بالانسان للدرجة التي تجبره علي بيع ضميره أو جسده أو أبناؤه أوعِرضه أو وطنه أو..دينه؟
****

مشهد من فيلم "جعلتني مجرماً" بين أحمد حلمي وغادة عادل لا انساه.. عندما قال لها انه لو كان يملك المال الذي تحتاجه للعملية لاعطاه لها بدون مقابل , ثم قص عليها قصة ذلك الرجل الذي انتحر لتعسره في 300 جنيه , وقال لها لو كنت أعطيته ال 300 جنيه لكان الان حياً يرزق وما تأثرت حياتي انا بهذا المبلغ
****
اللهم لا أعتراض.. هذه هي حياتنا , خلقنا الله شعوبا وقبائل وجعل من بيننا الغني وأيضاً الفقير , ولكلٍ منا رزقه , ولكن هل السبب في كل مثال ذكرته فيما سبق -وغيرهم الكثير الذي لم اذكره -هو القدر , ام انه مما كسبت أيدينا , ان الله هو العدل , والعدل في السماء , فما الذي يحدث هنا علي الأرض؟ ظلم!!! أخشي أن اقول ظلم فأظلم الظلم معنا.

ان المشكلة عندي الان هي انني عجزت عن ايجادها ولكنني علي يقين بأنها تعيش معنا أوأننا نعيش بها كل يوم.

الثلاثاء، مايو 27، 2008

كسرة ايه وفتحة ليه ! لغتنا الجميلة.. باي باي!

منذ فترة طويلة واثناء سيري في احد الشوارع التي أمر بها يوميا للوصول لمنزلي , لفت نظري وجود لافتة اعلان عن مركز جديد , وظللت كل يوم في اثناء سيري انظر لها واتعجب وادعو الله ان يشعر احد بمعاناتي ويحركها من مكانها لاني احيانا باشعر انها وضعت في هذا المكان المواجه لعيني تحديدا عِنداً في.
والي الان كل يوم في طريقي اري اللافتة واكظم غيظي , لكن خلاص طفح الكيل , وهاحكي لكم علشان نتغاظ كلنا سوا.
..
اللافتة كتب عليها بالبنط اللي مش عريض
مركز ال***** للسمنة
ت/019000000
حيث "*****" هي اسم المركز ,بالطبع بعضكم سيقول وايه المشكلة في الاعلان يا سنو؟؟ انتي دايما كدة بتتجني علي خلق الله؟!
سؤال:
المفروض افهم ايه من اعلان زي دا , انتوا فهمتوا منه ايه, مركز عفريت للسمنة , ياللهول!؟؟؟
الاعلان كله مشكلة..
ازاي؟ّ
!!!
!!
!
أولاً:
مركز ال****
طيب, هل هو مركز تعليمي , ام مركز ديني ام مركز رياضي او مركز شباب مثلا او مركز الكرة الارضية!! يعني باختصار كان من الممكن كتابة "مركز ال!!!! الطبي" علي الاقل يتم تمهيد القاريء ان باقي الاعلان عن شيء طبي ما اتصدمش في النهاية!!
..

ثانيا:
وهنا تكمن المشكلة الرهيبة لأنها مشكلتين في بعض
"للسمنة"1 : طبعا كلنا ندرك معني السمنة وخاصة الجنس اللطيف , لانهم ادري بأمور المطبخ!! , الكلمة كتبت بلا اي تشكيل ولا أي كسرة ولا ضمة ولا فتحة , يعني من الممكن ان تقرأ الاعلان احدي ربات البيوت فتحسب انهم بيوزعوا علب سمنة بلدي افضل من اللي بتشتريها من الجمعية فتتصل علي الفور بالرقم , وتطلب علبتين دليفري بس يكونوا النخلتين مش روابي!!

دا بالنسبة للمشكلة الأولي , فين المشكلة التانية
!!
"للسمنة"2 : علي اعتبار ان اللي قرأت اعلان احدي الفتيات المهتمات بامور التخسيس وعلاج النحافة , اكيد هتفهم انهم ممكن يخلوها سمينة في اقصر فترة لانه مركز للسمنة , يعني اللي عايز يتخن يا جماعة يتصل بيهم لان المركز كله قائم علي السمنة , مركز مخصوص للسمنة , كان من الممكن مثلا كتابة "مركز الاوهام الطبي لعلاج السِمنة" فنفهم ان دا مركز طبي , فيه اطباء علاج طبيعي وتغذية وبيعالجوا السِمنة , كدة الرؤية توضح.
..

ثالثا:
نيجي للمشكلة الثالثة , فين العنوان؟!
يعني علي اعتبار ان اللي قرأ الاعلان ربنا الهمه وفهم ان دا مركز طبي لعلاج السِمنة بكسر السين والتشديد عليها, هيتصل بالتليفون يطلب واحد علاج طبيعي في الفرن ولا ايه!! , ولا العلاج منزلي؟! ولا لازم الاول يتصل وكل ما تتصل اكتر فرصتك في الفوز تكبر! ولا يمكن مثلا يا سنو لازم تتصلي علشان يعرفوا ان حضرتك هتشرفيهم فيدوكي معاد مناسب للاوقات اللي بيشتغلوا فيها علي اعتبار ان الدكاترة هناك مش فاضيين, ولا يمكن لانه مركز للسمنة فهم عايزين يوفروا عليكي المشوار لانهم عارفين ان حضرتك مش هتقدري تتحركي من بيتك علشان تروحي تشوفي المركز بنفسك او يكونوا هيبعتولك ونش..أقصد ليموزين تاخدك من البيت! , ولا يمكن هم خايفين تروحي تتفرجي الاول فتغيري رأيك , ولا يمكن...!
كفاية كدة حد يكمل بدالي..
..

رابعا:
الرقم اللي مكتوب رقم موبايل!!
طيب فرضا جدلا ان انا مش معايا موبايل بلاش اتعالج يمكن دي مش منطقية علشان دلوقتي المحمول في يد الجميع, فرضا اخر اني اتصلت ولقيت الموبايل مغلق منا اكيد هازهق ومش هاتصل تاني, طيب فرضا اني مش عايزة اتصل من موبايلي علشان رقمي ما يظهرش عندهم, ولا لازم اضطر اتصل من موبايل خارجي"دقيقة المحمول ب 75 قرش" , ايه اللي هيحصل لو وفروا علية المجهود دا وكتبوا رقم أرضي , علي الاقل اشعر باطمئنان للمركز بدل احساسي بأنه مكان غير امن نائي مهجور , اذا كان حتي مافيش تليفون أرضي!!
..

خامسا:
المركز الرائع الهائل دا بقيادة المايسترو مين؟؟
يعني مين اللي بيشتغل فيه , مين اللهو الخفي اللي هيشرف علي تخسيسي وحتي باعتبار انهم لفيف من نخبة الاطباء الاغنياء عن التعريف من حقي اني اعرف, حتي ابقي رايحة وكلي فخر واطمئنان اني باتعالج عندهم.
..

سادسا:
عايزة اعرف فيه الرقابة علي الاعلانات دي؟!

يعني ممكن واحد يحط اعلان ويكتب فيه "مركز ابو حشيش للادمان ت-015000000 علي اعتبار انه مركز لعلاج الادمان وهو في الاصل ما هو الا مروج للمخدرات تتصل بيه علي الموبايل يديلك العنوان في امان!!!
..

فيه منكم هيقول يا سنو دول ناس متواضعة ما بيحبوش يتكلموا عن نفسهم وخير الكلام ما قل ودل "بس دا لو فعلا دل علي شيء فانما يدل عن جهل واستغباء الناس وان لغتنا الجميلة بتنحدر نحو القاع.
..
وممكن حد يقول يا سنو الاعلان صغير علشان يوفروا وكدة كدة اللي عايز هيتصل ويعرف التفاصيل . جميل , بس دا لا يمنع ان الاعلان مبهم وبيعتمد علي ذكاء اللي بيقرا ويفهمها وهي طايرة "واضح ان المركز بيعالج الأذكياء فقط"
..
وبعدين هل ممكن انا اعلق اعلان واكتب مثلا "مركز سنو للاطفال" واسيبكوا لشطارتكوا علي اعتبار اننا بنوزع اطفال ببلاش , او انه مركز اطفال انابيب مثلا او ملاهي او حضانة مهي كلها مراكز , وكل دا اساسا وانا لسة في بكالوريوس واكتب رقم موبايلي واللي يتصل بعد ما فهم ان المقصود انه مركز لعلاج الاطفال , اتأكد الاول انه مش دسيس من الضرايب وبعدين اديله عنوان بيتنا علشان الحسد يعني ولا ايه؟!!!
..
انا فكرت اني اخد الرقم وأتصل بيهم مجرد فضول مش اكتر بس الحقيقة موبايلي فقد شحن وجاله تصلب شرايين وارتفاع في ضغط الشبكة!!
..

الاثنين، مايو 26، 2008

من أجل البقــــــــــاء!

عفوا..
فلقد رجعت من ارض الخيال
وخرجت من بين الجبال
جئت اليوم ومعي نظارتي الشمسية
لتحجب عني انعكاس الشمس علي أرض المحال!



سنوات مرت كاللحظات
قد عشت ليالي هائمة بين الصحراء
شرقا أو غربا وشمالا
جربت جميع الانحاء
لكني لم أعرف أبدا
لم أجد الزرع ولا الماء
انتظر وعودك أن تأتي
وأقول لنفسي لو جاء
انتظر مجيئك عند الفجر
تحملك النجمة السوداء
في الليل يؤنسني قمرُُ
ونهاراً اجري كي اجدك
في تلك الجنة الخضراء
انتظر رياحك ان تاتي
نسمات هواء
قد قلت لي يوما
تجديني كوجود الماء
ورأيت الماء ولم اجدك
مِن بُعدْ أراه
يغطي الارض الجرداء
فجريت اليه ويدفعني
شوقي للقاء
اقترب فأجده يتراجع
يفصلني عنه بعض ضباب
فأشق طريقا من بينه وتكاد يداي تلمسه
ألقاهُ سراب
وكأني حملتك بين يدِي ذرات تراب
وتقول بأنك كنت هناك
قد كنت امامِك بُقع سحاب
في بحرِ سماءٍ زرقاء
ولكنك عُدت لنقش وعودك
فوق رمال صفراء
ترسم لي بيتاً وطريقاً
ترسم لي قصرَ بلا ابواب
لكني عفواً قد مليت الصحراء
جفت احلامي واوراقي
عفوا أشتاق لبعض الماء
قد قلت بانني يوماً
أنعم بالجنة الغضاء
ان كنت سأقضي سنوات أنتظر الغيث ولا يأتي
عفواً .. اعلنت الانسحاب
..
شكر و تحديث
تم تعديل بعض الكلمات واضافة اخري بناء علي تعليق كوارث

الجمعة، مايو 23، 2008

نورُ ُ من السماء!


-1-

"ان كل شيء في هذا العالم انما هو يحدث لسبب ما..لا يعلمه الا الله"

ما أجمل أن تجد الراحة بعد التعب , وما أجمل أن تجلس لتريح قدميك المتورمتين من الوقوف المستمر. صرت احرص علي الجلوس ومراعاة عدم الوقوف طويلا منذ ان علمت بأن ذلك يجعلك عرضة للاصابة ببعض الأمراض, هكذا تصير حياتك وهكذا يصبح تفكيرك بعد دراستك للطب بضع سنوات.

أشعر بدوار كلما استقلت المترو , ولكن اليوم أشعر به أكثر من ذي قبل بفعل الانفلونزا التي أصابتني..لا أعلم متي سأتخلص منها أو متي تتخلص هي مني!

يا الهي!! ان المترو يتحرك ببطء وملل شديدين لا أدري لما أشعر بهما اليوم اكثر من ذي قبل! فحتي بعد مرور تلك السنوات لم اعتاده أبداً. أحيانا أتمني لو يتحرك المترو من المحطة التي اركب منها الي المحطة التي أنزل بها مباشرة متخطياً بذلك الوقوف في المحطات الاخري.. ربما هو نوع من الأنانية وربما هو شعوري بالتعب الذي يتغلب علي اي شعور اخر لديّ.

ها هو المترو يتوقف في هذه المحطة لتتحرك افواجُ ُ من البشر الي داخل العربة. وبالطبع جاءت اللحظة التي انتظرها كل يوم , فالان تصعد احدي السيدات المتقدمات في السن أو تلك التي تحمل شيئا ثقيلا أو هذه التي تمسك بيد ابنها الصغير محاولة ايجاد مكان له في وسط هذه الجموع.

هيا يا سنووايت كفاكي انانية , فربما يوجد من الواقفين من هو في حاجة الي المقعد أكثر مما تجتاجين. قمت من مكاني لأقف وتجلس هذه المرأة الشابة وابنها الصغير الذي تضمه الي صدرها بعد ان رفض الجلوس فوق رجليها. وكعادة الأطفال الصغار فقد ظل يتحرك الي اليمين والي اليسار ثم يقفز في مكانه ويحرك ذراعيه في الهواء وامه تتأفف من كل ذلك وتنظر اليه شذراً منزعجة من حركته المستمرة

بطّل لعب يا نور واقف ساكت

ولكن هيهات فمن هذا الذي يستطيع كبت حرية طفل صغير؟!

ومن حظي فقد خلا مكان بجوار أم نور فجلست انا.. وعاد نور الي التلفت من حوله ثم نظر الي امه قائلا في الحاح

ماما عايز اشرب

مش معايا مية دلوقتي استني شوية وهنوصل البيت

ماليش دعوة انا عطشان يا ماما

يعني اجيب منين انا دلوقتي؟!

وكنت انا اتابع نور الذي كان ينظر الي حيث تجلس فتاة وتمسك بيدها زجاجة مياه غازية كان يحسبها نور زجاجة مياه. ثم عاد ونظر الي والدته مرة اخري

يا ماما انا عايز اشرب يا ماما

مهو لو كان فيه حد معاه كنا استاذنا منه , لكن مفيش

وببراءة الأطفال أشار نور الي حيث تجلس الفتاة صاحبة الزجاجة

بس دي مش مية يا نور دا بيبسي , اقعد ساكت بقي

وهنا تذكرت أنا زجاجة المياه التي بحقيبة يدي ولكنني ترددت في اخراجها حقيقة فانا مصابة بالانفلونزا واخشي علي نور ان تصيبه العدوي مني.

يا ماما انا عايز اشرب الجو حر مش قادر

وبعدين معاك يعني اضربك علشان تسكت!

وهنا لم اتمالك نفسي بل امتدت يدي تلقائيا الي حقيبتي واخرجت الزجاجة وقد وجدت الغطاء غير محكم الغلق ولكني لم اعر لذلك اهتماما فقد كان كل همي ان يشرب نور.
معلش انا بس عندي انفلونزا وكنت خايفة يتعدي , معاكي كُباية؟!

لا مش معايا , بس خلاص هو مش لازم يشرب

يا ماما انا عايز اشرب

اتفضل

اعطيته الزجاجة ففتحها وشرب منها قليلا ثم اغلقها وردها لي

لا لا خلاص خليها معاك علشان لو عطشت تاني

قولّها شكرا يا نور

شكرا

العفو علي ايه!!

عندما مددت يدي لاغلاق حقيبتي بعد ذلك شعرت ببرودة . فمددت يدي لأجد الحقيبة وقد ابتلت من الداخل , فأدركت ان ذلك بفعل المياه التي تسربت من الغطاء الغير محكم الغلق , فحمدت الله علي ان نور قد شعر بالعطش في هذا التوقيت بالتحديد والا كان الموبايل والمحفظة قد غرقا في "شبر مية".نظرت الي نور وابتسمت له , ثم اخرجت من حقيبتي قطعة من الحلوي واعطيته اياها بامتنان ولسان حالي يقول "انقذتني".

****

-2-


"ان كرامة شعب لا تُبني في يوم واحد وانما هي تبدأ منذ ولادته"

عاد نور الي التحرك من جديد , وعندما حاول فتح قطعة الحلوي لم يستطع فقد كان لازال ممسكاً بالزجاجة في يده , فمد يده لوالدته معطيها الزجاجة ولكنها ردّتها في قسوة

أنا مش هاشيل أزايز , انت اللي اخدتها خليها معاك

يا ماما امسكيها مش عارف اشيلها

مش هاشيلها يا نور , والا اخدها ارميها من الشباك!

في باديء الامر عجبني تصرف الام فهي بذلك الاسلوب تعوّد ابنها علي تحمل مسئولية تصرفاته وبذلك تنمي عنده الشعور بالمسئولية ولكنني في نفس الوقت انزعجت من احراجها له امام جميع الركاب , فبعض الأشخاص لا يتصورون ان الطفل له كبرياء وكرامة كالشخص البالغ بل ان الطفل اكثر حساسية تجاه هذه الامور من غيره , فعقله يقوم بتخزين تلك المواقف , ويتكون لديه شعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس , فيتقبل الاهانة بصدر رحب فيما بعد. كما ان ردها وتهديدها بالقاء الزجاجة من النافذة يؤكد عند الطفل انه من الطبيعي جدا القاء الاشياء من النوافذ , فهو الحل الأسهل للتخلص من مشكلاتك!!

من الجيد ان نربي أبنائنا علي تحمل المسئولية ولكن أليس من الأجمل أن نبني فيهم شخصية قوية واثقة من قدراتها, كريمة, ترفض المهانة وتأبي الذل!!

**

الثلاثاء، مايو 20، 2008

بعد أن..أقترح!


زوار مدونتي الأعزاء , بعد عدة مواضيع من الأحزان أشفقت عليكم حقيقة وأنا التي دائماً أرفع شعار "ابتسم..تبتسم لك الحياة" , قررت اليوم اني أعيد نشر موضوع قصير من موضوعاتي الأولي بالمدونة وهو موضوع لم يُعلّق عليه تعليق واحد , شعرت برغبة في مشاركتكم بعض الابتسامات تعويضاً عن لحظات الكأبة السابقة وان كان شر البلية ما يُضحك..
*******

**بعد التدهور الملحوظ في حجم رغيف العيش وفي عصرنا هذا أقترح تغيير اسم رواية "بائعة الخبز" الي "بائعة الكايزر" .. مع الاعتذار لكاتب الرواية و "للكايزر"!!

**

**بعد أن أصبح فانوس رمضان صيني , والاصواف صيني , والجينيز صيني , والتفاح صيني , واليوسفي صيني , والاحذية صيني , والسيارات صيني , ومستحضرات التجميل صيني, وأدوات المطبخ صيني , والاكسسوارات صيني, والأقلام صيني و الحبر صيني , والصيني أيضاً صيني , فأقترح أن نستورد كميات من الشعب الصيني لاستهلاك منتاجاتهم!!

**

**بعد ان أن أصيبت شوارع القاهرة بانسداد تام , فأقترح استبدال مصطلح "أزمة المرور" بمصطلح اخر وهو "أزمة عدم المرور" وذلك حفاظا علي مشاعر قائدي السيارات!!

**

**بعد تجولي قليلا في شوراعنا , أقترح اضافة بعض التحديثات للتضاريس بمنهج الجغرافيا , فكما ان هناك جبال وهضاب وسهول , فهناك أيضا "مطبات" و"حفرات" و.. "بلاعات"!!

**

**اذا كانت البراكين والزلازل والاعاصير المدمرة من الظواهر او الكوارث الطبيعية , فان اطفال الشوارع والرشاوي والفساد من الظواهر او الكوارث ال "غير طبيعية" بالمرة!!

**

**بعد تفشي أزمة التعليم , وأزمة المرور , وازمة البطالة , وازمة رغيف العيش , وأزمة المواصلات , وأزمة العشوائيات , وأزمة السحابة السوداء.. أرسل لكم تحياتي من "جمهورية الأزمات العربية"!!

**

واخيراً ..أسألكم الدعاء ان ربنا يُفك ازماتنا.. قولوا امين!
..

الاثنين، مايو 19، 2008

فشل!


هل من الممكن أن تقوم برسم لوحة فنية لوجه أحد الأشخاص الذين تعرفهم جيداً -ومن المفترض انك فنان بارع- و عندما تنتهي تفاجيء بأن الوجه الذي رسمته لايشبه أبداً وجه الشخص الحقيقي؟!!
حسناً.. يحدث هذا , كثيراً في حياتنا
تفسيراتي التي وجدتها متفقة مع المنطق والواقع:

- اما انك فنان فاشل لم تستطع نقل الصورة كما هي
-اما ان الشخص الذي رسمته قام باجراء عملية تجميلية من باب "انا لا أكذب ولكني اتجمل
-واما انك سرحت بخيالك قليلاً فرسمته كما توّد أن تراه وليس كما هو
وقد تكون كل هذه الاحتمالات مجتمعة معاً , ولكن في كل الحالات الخطأ خطؤك..
والفشل هو فشلك أنت في رؤية ما حولك!
..

السبت، مايو 17، 2008

في يوم ميلادك!

في يومِ ميلادك

أضأت شُموعَ مَدينتي الصغيرة

وصَنعت كَعكةً كبيرة من الأحلام تكفي لسكان المدينة

جلبت ألواناً كثيرة ولم انس الاحمر والأسود

فأعلم عشقك لهذين اللونين

جلست انتظرك..

في يدي امسكت بهديةٍ صنعتُها بنفسي

ولكن لطالما أحببتُها انت

ولطالما بحثت عنها معي

مزيج من الخضوعِ و الانكسارِ

لففتهما في شريطٍ ورديِّ من الاستسلام

فأنت تعلم عشقي لِلّوْن الورديّ

وأنا أعلم عشقك لانكساري

أنتظرت ان تاتي , ولكنك تاخرت كعادتك

وانتظرتك انا كعادتي

فقد تعلمت علي يديك فنون الانتظار


ذابت الشمعات واختلطت بالكعكعةِ

فصارت كتمثال من الشمع

وانتظرتك ان تاتي

جَفّت الألوان فصار الاحمر والأسود سواء

وانتظرتك ان تأتي

لم يبق معي سوي الهَدِيّة

احتضنتُها خَوفاً من ان افقدها فان أتيت لا تجدها

فلن تُدرك أبداً كم كلفني الحصول علي هدية مثلها

وانتظرت..

ولكنك لم تأتِ

صرخ في وجهي اليأس معلناً يأسه..

ارحلي.. لَنْ يأتِ!!

حملت هديتي وهممت بالرحيل

فقط تركت رسالة لك , حفرتها دمعاتي علي الكعكةِ الشمعية

فربما أتيت في يومٍ من الأيام و لمحتها

"هُنا تَرقد أحلامِي

كلَ عامٍ وَأنت بِخير"

..

الخميس، مايو 15، 2008

دَعْوة!!

سَيِّدِي
يا مَنْ جَلَسْت يَوْماً فَوْق عَرْش القَلْبِ
يا مَنْ جَعَلْتُك سَيِّدِي
وأَلْبستُك بيَديّ هاتَيْن تاجَ عِشْقي
وأَوْضعْت أحلامِي ومُمُتلكاتي فِي خِزَانةِ حُبّك
هلْ تَسْمَح لِي سَيّدي ببِضْع لَحَظات مِنْ وّقْتك؟!
..
لا تّفْزَع
لم اتي اليوم لطَردك
فكما تعلم سيدي: العرشُ فِي بِلادي ملك صاحبه , لا يؤَّجر ولا يُوَرَّث
ولا تقلق
فلن اطلُب مِنْك اسْتِرجاع احلامي وممتلكاتي
فَالهِبَات والصَدَقَات لا تُسْتَرَدْ , تُعْطَي ولكنها لا تُؤْخَذ
جِئْت فقَطْ لأَدْعُوك
..
أَدْعُوك اليَوْم سَيِِّدي لحضور حفل تَأْبِين ذَاتِي
بعد أن قُمت بِوَأْدِها تحت سُلَيْلِمَات عرشك
لا تَلْبَس الأَسْوَد سيدي
ولا داعي لاستِئْجار مَنْ يرسم الحُزنَ بملامحِ وجهك
فأنا أقرؤك كما يُقرأ المكتوبَ تحت شُعاع الشمسِ فِي وقتِ الظهيرة
فقط شاركني أحْزَانَ الوَدَاع..
أو دَعْنِي أُشَارِِكك فَرْحَةَ النَّصرِِِِ
...

الأحد، مايو 11، 2008

البيضة وقشرتها!!

قضيت يوم الجمعة الماضي بصحبة ابنة اختي "لولو" ذات الستة اعوام , شاركتها اللعب والحواديت وكل الاحاديث الطفولية الجميلة التي اعشقها ببرائتها و سحرها الخاص ..
ودا بيننا هذا الحوار الذي جعلني افكر كثيييييييرا طوال اليوم , اليكم ما دار بيننا:
**

هي: سنو.. ممكن تلاعبيني البيضة؟
انا : انتي كبرتي عليها يا لولو
هي : لا لا انا ما كبرتش , لاعبيني البيضة علشان خاطري يا سنو علشان خاطري , علشان خاطري
أنا: طيب طيب خلاص, هاتي ايدك ..
ادي البيضة , وادي اللي شواها , وادي اللي قشرها وادي اللي اكلها .. وادي ال.....
هي : غلط غلط يا سنو , انتي بتقولي كدة غلط , انتي مش بتعرفي تلعبيها
أنا: ليه يا لولو , هي كدة
هي : لا مش كدة انتي مش بتعرفي
أنا : طيب قوليلي ازاي
هي: هاتي ايدك يا سنو..
ادي البيضة وادي اللي لقاها , وادي اللي قشرها , وادي اللي شواها وادي اللي اكلها
انا : ازاي يا لولو يقشرها الأول وبعدين يشويها مش احنا الاول بنسلق البيضة وبعدين نقشرها
هي : لا لازم نقشرها الاول وبعدين نشويها , ازاي يعني هنشويها بقشرتها , مش لما بنعمل بيضة عيون بنقشرها الأول وبعدين نسويها..
انا : أه يا لولو بس احنا مش بنشوي البيض ولو شويناه أكيد هنسلقه الأول
هي : لا مش هنسلقه الأول احنا نقشره علشان نعرف نسويه علي النار
**

دخلت انا ولولو في جدال استمر فترة من الوقت انتهي بهزيمتي , او ربما اقتناعي بوجهة نظر "لولو" فهي تري الموضوع من وجهة نظر مختلفة عن تلك التي اراه انا بها , من قال ان المنطق لا يقبل القسمة علي اثنين , من قال ان هناك رأي منطقي واخر غير منطقي , منطقي بالنسبة اليك ام بالنسبة الي غيرك!!
ربما أقنعك ولكنه ربما لم يقنع غيرك أيضاً.
**
لقد جعلتني لولو أدرك أن هناك بعض من الحقائق التي نأخذها مُسلّم بها دون أن نفكر فيها ودون ان نناقشها حتي مع انفسنا , أدركت أيضاً أننا نقبل الواقع ونتعامل معه كحقيقة ثابتة وربما اكتشفنا بعد حين انه لم يكن الا من صنعنا نحن واوهامنا نحن , ونحن فقط.
**

المشكلة لا تكمن في ال"بيضة" ولا في "قشرتها" وانما فيمن يتعاملون معها , في عقولنا نحن وتعاملنا مع الامور, لقد تعاملت مع لولو بسياسة الرأي والرأي الأخر , حاولت عرض رأيي واستمعت لرأيها في انصات تام وفي تفكر كامل , مع الاختلاف الشاسع بيننا في العمر والخبرة والتفكير , ولكن أحيانا يري مَن دونك اشياء لا تراها انت , انها وجهة النظر , المنظور الاخر للامور , وقد انتهي الأمر بان اقتنعت بوجهة نظرها ولم اجد مشكلة في ذلك فيمكننا تقشير البيضة اولا أو شيّها أولا ثم تقشيرها بعد ذلك , ليس هذا ما يهم ..
المهم هو ان نأكل البيضة سويّاً في النهاية.
أليس كذلك؟!

الثلاثاء، مايو 06، 2008

وطنية , غل أم قلة ذوق؟!

المترو كلاكيت خامس مرة "معلش استحملوني" :)

المكان: عربة السيدات بمترو الأنفاق , وعلي غير العادة كانت غير مزدحمة الي الحد الذي تستطيع معه الوقوف الادمي , أي يفصلك عن من بجوارك بعض السنتيمترات
الزمن: وقت الظهيرة ولكن حرارة الجو معتدلة الي حد ما

الموقف 1:
-
أتيحت لي الفرصة لكي اجلس بعض بضع محطات من الوقوف و فجلست بمكاني , وشيئا فشيئاً بدأت العربة تخلو من الركاب , حتي بقي عدد قليل من النساء الواقفات.الكل يجلس في هدوء , وصمت يخيم علي العربة , قطعته أصوات نسائية , حيث دخل عدد كبير من السائحات الأجنبيات بصحبة مرشدة سياحية مصرية محجبة.

ومهما حاولت وصف الموقف وردود الأفعال لن تتخيلوا ماحدث , ولكني أعتقد ان باستطاعتكم التبؤ بذلك. كانت السائحات في الغالب اميريكيات استطعت تبين ذلك من الأحاديث التي دارت بينهم , ولم اكن أحاول التجسس أو التصنت وانما شاء حظي أن يقفوا في الفراغ امامي وكانت لهجتهم مختلفة سرقت أذناي بعيدا عن الصمت الذي كان يغطي العربة قبل ركوبهم.
كانت المجموعة مكونة من حوالي 10 سيدات في أعمار مختلفة , فاحداهن اجزم بانها تخطت الستين وكانت بشوشة جدا فعن غير قصد منها لمست قدماها قدم امرأة تجلس فاخذت تعتذر لها بابتسامة لطيفة وتكرر اعتذارها, والبعض منهن بالعشرينات والباقيات في المرحلة الواقعة بين ذلك , يرتدين ثياب صيفية "خفيفة" أو لنقل خفيفة جداً , وبالطبع لم يسلموا من كم التعليقات التي لم توجه اليهم وانما كانت تُهمهم بها كل امرأة بالمترو
فعلي سبيل المثال وليس الحصر:-
ارفعي البلوزة شوية
-هتروحوا من ربنا فين
-عساسيل "كان هذا تعليق احدي فتيات المرحلة الثانوية"
-جايين يقرفونا في بلدنا-
فاكرين نفسهم قاعدين علي البلاج
-شوفي البت بطنها باينة و.. باينة وفرحانة بنفسها ازاي

وهكذا جلست حوالي ربع الساعة اسمع التعليقات السابقة وغيرها , ولكم أن تتخيلوا المشهد وكل الأعين بالمترو معلقة بهن أو محملقة بهن.
اما انا فقد جلست اتأمل الأوجه , أنا أعشق تأمل اوجه البشر , كانت أوجههن تحمل كثيراً من السعادة والنشاط والمرح استطعت الاحساس بالفارق عندما انتقلت الي اوجه السيدات المصريات اللاتي لم اجد علي أوجههن الا الحزن والهم والتعب والشقاء و... قررت عدم النظر الي اي وجه.
*****

الموقف2:
-
صعدت احدي البائعات الجائلات ببضاعتها المكونة من لبان وبنبون تقوم بتوزيعه علي أرجل الركاب ثم تعود لتجميعه مرة اخري.
في هذا الوقت كانت المرأة الاجنبية الستينية قد أتيح لها الجلوس فقد كانت العربة شبه خالية الا من بعض الواقفين , فجلست علي احد الكراسي حتي جاءت البائعة ووضعت علي رجلها عبوة لبان وقد فعلت ذلك مع كل ركاب المترو.
فما كان من المراة الا أن اخذت عبوة اللبان ووضعتها بحقيبة يدها في صمت وجلست أنا أضحك مما يحدث امامي فقط اتامل الموقف في شغف.
قامت الفتاة التي تجلس بجوار المرأة بتنبيهها الي ان عبوة اللبان الواحدة ثمنها 50 قرشاً فتفاجئت المراة ثم ابتسمت وشكرت الفتاة واخرجت من حقيبتها مبلغ 1 جنيه وأعطته للبائعة عندما رجعت , ثم دار بينها وبين زميلاتها حديث عما حدث , وقد ازعجني جدا أن سألتها احداهن
"هل انتي متاكدة من أنها تباع ب 50 قرشاً؟!"
فقد كانت تشك ان من الممكن أن تكون تعرضت لعملية نصب او ما شابه في 50 قرشاً!!!!
أدركت وقتها ان ما يقال عن المصريين في الخارج قد وصل وبنجاح الي الولايات المتحدة أو الي أياً كانت بلدهن القادمات منها و شعرت وقتها باهانة ابتلعتها في صمت.
*****

الموقف3:
-
كل ذلك كان يحدث وباقيهن واقفات يتحدثن بصوت مسموع أنعش المترو بعد فترات الصمت التي مررنا بها فقد كان حديثهن عن المعالم السياحية والمزارات والفروق بين هنا وبين بلادهن ولكنه كان حديث مرح شيق منعش. حتي نزلت الفتاة التي كانت تجلس بجواري وخلا مقعدها , ولم تكن هناك واقفات الا السائحات , وكن قد وقفن لفترة طويلة معطين اياي ظهرهن وتفصلنا مسافة قصيرة , فسألت احدي الفتيات القريبات مني ان تنبههم ان هناك مقعد خالي اذا رغبت احداهن في الجلوس
"-لو سمحتي ممكن تشاوريلهم ان فيه كرسي فاضي"
قابلتني بنظرة بلاهة غير معهودة ولم يسبق لي ان رأيتها في حياتي , فبادلتها نظرتها بنظرة رجاء مني , ولكنها رفضت تغيير نظرتها تلك وظلت ناظرة الي في صمت غريب طال الي ان قطعه صعود احدي السيدات وجلوسها علي الكرسي , وهنا فقط فتحت فاها وقررت الرد علي كلامي قائلة:
-احنا أولي بكراسينا منهم
وكان كلامها يحمل الكثير من الحقد والغل وعذراً "قلة الذوق"ثم اتبعت كلامها بنظرة احتقار , وقامت من مكانها لتنزل المحطة القادمة , وتركتني احاول تقبل نظرة احتقارها لي في هدوء وابتلعها هي الاخري في صمت..

وجلست ما بقي من طريق افكر , هل حقا "احنا اولي بكراسينا منهم" , أم ان كرم الضيافة يحتم علينا معاملتهم بلطف؟؟ أم أن الانسانية تدعونا الي الرفق بالبشر أياً ما كانوا علي اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم؟؟ وهل نأخذ الشعوب بما يفعل قائديها؟؟ وهل نرد الاساءة بالاساءة؟؟
لقد جلست في حيرة من أمري طوال الطريق حتي عدت الي منزلي وجلست الان اكتب لكم ما حدث علي أمل أن اسمع أرائكم في كل من المواقف الثلاث فقد كان من الممكن ان يكون ايا منكم معنا بالعربة..

رحلوا!


نلتقيهم ..
نشعر بهم..
نجد كل ما بداخلنا يسعد لرؤيتهم
ويتوق شوقاً لسماع اصواتهم ..
نقضي معهم أسعد الاوقات ..
نعتاد عليهم ..
تتعلق قلوبنا بهم..
نغفو قليلاً..

ونفيق علي صمت يلف المكان
لا يقطعه الا صوت ارتطام دموعنا بالارض
رائحة عطر لا تزال عالقة ببعض الملابس
بقايا اشياء تنتمي اليهم..
لحن حزين يعزف علي اوتارالقلوب
لترقص علي انغامه الذكريات..
رقصة الوداع..
نشعر اننا نفتقد كل ما فيهم ..
نشتاق اليهم..
نناديهم..
نبكيهم..
فلا يجيبون..
ولا نسمع الا ارتداد اصواتنا..
عندها فقط ندرك انهم..
رحــــلوا..


سبتمبر-2007

الجمعة، مايو 02، 2008

سر من حيرت العالم

فقط من باب العلم

كتبت هذه المقالة منذ وقت طويل وترددت كثيرا في نشرها فقد أردت لها الظهور بشكل ما وأتمني أن أكون وفقت في ذلك, ليس المقصود من المقالة الهجوم علي الرجل أو شن الحرب عليه , إطلاقاً , بل كان كل هدفي محاولة إلقاء بعض الضوء علي بعض ما يخص المرأة ويهم الرجل.

**********

"أضعت عمري كله في فهم المرأة ولم أعرف بالضبط ما الذي تريده؟‏"
"كثيرون يقولون أنهم فهموا الرجل‏.‏ كثيرون جدا يقولون أنهم لم يفهموا المرأة‏"
" والله تعبنا مع المرأة‏,‏ فلم نعرف لوجودها حكمة
لا يمر يوم والآخر الا وقرأت موضوعا عن المرأة , وكأنها لغز تعسر علي العالم أجمع فهمه. حتي وإن قرأت لمن يدعون فهمهم للمرأة فإنني كثيرا ما أتعجب من كلامِهم , لا أقرأ لهؤلاء إلا تُهماً تقذف بها المرأة من هنا وهناك.
فهل هي حقاً لُغز؟ وما سر هذا اللغز؟

من هي المرأة؟

سؤال يبدو للوهلة الأولي ساذجاً بعض الشيء , فمن منا لا يعرف إجابته! فالمرأة هي النصف الآخر من الجنس البشري , فإذا نظرنا حولنا لوجدنا الحياة تكاد تكون متقاسمة بين أزواج من الكائنات الحية أو حتي الغير حية , فهناك نهار وليل يكملان يوما وهناك من الحيوانات الذكر والأنثي , وكذلك هناك الرجل و المرأة. إذن المرأة لا تكمل الرجل بل إن كلاً منهما يكمل الآخر لإعمار الكون و لخلق التوازن فيه.

ماالفرق بين الرجل والمرأة؟

لماذا نراها إمرأة ونجزم بأنها إمرأة حتي دون أن نراها؟
الاختلاف ليس فقط في الشكل الخارجي بينهما , فأنت تعرف أنها إمرأة من مجرد الحديث عنها, الإختلاف أيضا في التكوين العام والداخلي لكل منهما. فليس الفرق أن شعر الرجل قصير وشعر المرأة طويل فيمكنك مساوتهما بزيارة للحلاق إذا أردت. إذن دعونا من الفروق الخارجية واسمحوا لي أن أتحدث من منظور علمي بعض الشيء وسأهتم هنا بالإختلاف بين مخ الرجل والمرأة علي اعتبار أن المخ هو المسئول عن سلوكيات كل منهما.

تعودنا من زمن أن نفصل بين العقل والقلب , بين التفكير والعاطفة , بين وظائفنا المُخية والإحساس كجزء منها.
إن الرجل والمرأة كلاهما انسان يحمل في رأسه مُخاً مسئول عن كل أفعاله وأقواله, ولكن هل يختلف حقاً عقل المرأة عن عقل الرجل؟

العديد من الدراسات بحثت في هذا الموضوع في محاولات لفهم الاختلاف بينهما, وربما أعطانا العلم الحديث تفسيرا أوضح لهذا الاختلاف.

1-تقول الأبحاث أن مُخ الرجل أكبر حجماً من مُخ المرأة بنسبة 10% وخلاياه أكثر بنسبة 4% , ولكن مهلاً لا تفرح كثيراً أيها الرجل فزيادة الحجم لا تعني أبداً الأفضلية , فيكفي أن نعلم أن مُخ المرأة يحتوي علي عدد أكبر من الخلايا العصبية والروابط الخلوية بينها مما يسمح لذلك المُخ المضغوط حجماً بأن يكون أكثر فاعلية وتأثيرا.

2-من أوجه الاختلاف التي وجدها العلماء أيضاً أن الرجل يميل الي إستخدام الجهة اليسري من مُخه أكثر من الجهة اليمني في إنهاء المهام وهو الجزء المنطقي من المخ. أما المرأة فتميل الي الإعتماد علي الجانبين الأيمن والأيسر من المخ وليس جانب واحد فقط , ويفسر العلماء ذلك بإحتواء مخ المراة علي
جسم ثفني corpus callosum
أكبر من ذلك الخاص بمخ الرجل -وهو الجزء الواقع بين النصفين الأيمن والأيسر من المُخ- مما يسمح لمُخ المرأة بتبادل أسرع للمعلومات بين النصفين.

3-من الطريف أن الرجل يُبلي بلاء حسنا في الاختبارات التي تتطلب
دوارنا عقليا Mental rotation
مما يعني أن لديه حساً فطرياً للإتجاهات , أما المرأة فغالبا ما تعتمد علي ذاكرتها القوية في حفظ المعالم , ولذلك لا نتعجب كثيرا اذا وجدنا إحداهن تقف بإحدي محطات البنزين -مثلا- لتسأل عن الاتجاه عندما تضل الطريق!!

ومن الطريف أيضا عن ذاكرة المرأة أنها لا تنسي أبداً ما يفعله الرجل , وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالتصرفات التي تزعجها أو التي تجرحها , ولذلك لا تتعجب أيها الرجل إذا وجدت إمرأتك تلومك علي ما فعلته منذ عدة أشهر , فإنها لا تُكن لك الضغائن وإنما هو فقط عقلها الذي لم يستطع النسيان.

4-ومن أوجه الاختلاف الأخري في تركيب مخيّ الرجل والمرأة
الجهاز الطرفي بالمخ Deep limbic system
والذي يتحكم بما يخص الروابط والعلاقات العاطفية. فالمرأة في الغالب تملك "جهاز طرفي عميق" أكبر من ذلك الذي يملكه الرجل وهذا يُفسر إهتمام المرأة أكثر من الرجل بالجانب الوجداني والعاطفي ويجعلها أقرب إلي عواطفها وقادرة علي التعبير عنها أكثر من الرجل.

الجانب السيء في هذا أن المرأة أكثر عُرضة للإكتئاب , ليس فقط بسبب جهاز طرفي أكبر وإنما أيضا لأنها تفرز كميات أقل من مادة
السيرتونين "serotonin""
وهي احدي النواقل العصبية التي تنقل إشارات كالغضب والمزاج والشهية والرغبة والنوم وغيرها..

وإذا كانت هناك إحصائية بأن المرأة تُقدم علي محاولة الإنتحار ثلاث مرات أكثر من الرجل , فإن الرجل ينجح في محاولات الانتحار أكثر بثلاث مرات من المرأة , وإذا حاولنا إيجاد سبب لذلك فربما لأن الرجل يستخدم أساليب أكثر عُنفاً وقوة من تلك التي تستخدمها المرأة , أو كما قلنا سابقا لأن الجهاز الطرفي عند الرجل أصغر من عند المرأة مما يجعله أقل ارتباطاً عاطفياً بالآخرين ولذلك يكون قرار الإنتحار أسهل بالنسبة إليه.

مما سبق يتضح لنا بعض الإختلافات ومحاولات تفسيرها علي أسس علمية , وقد تناولت فقط بعض الفروق بين مخيّ الرجل والمرأة ولم أتعمق أكثر في طبيعة المرأة وتأثير الهرمونات علي حياتها بشكل أكبر فهي تتعرض لتغيرات كثيرة لا تحدث للرجل وتؤثر عليها تأثيراً كبيراً بصورة لا يتخيلها الرجل. وأنا أعتقد أن ذلك هو أحد الأسباب الرئيسية في عدم فهم الرجل للمرأة وإتهامه إياها دائماً بالتفاهة والكآبة والغُموض وغير ذلك من الإتهامات التي لا تصدر إلا عن جهل من الرجل بطبيعة المرأة الأكثر عاطفية والأكثر دهاءاً في آن واحد.

ماذا تريد المرأة؟

وهو السؤال الذي لطالما حيّر كثيرين , ولكنك إذا سألت أية إمرأة علي وجه الأرض ستقول لك بدون تفكير :
الحب والحنان والأمان والإحترام
فهي ككائن يغلب عليه الطابع العاطفي ينبغي أن يكون التعامل معه علي هذه الأسس , فالعنف والقسوة يولدان عند المرأة عنف وقسوة أشد من اللذان تتعرض لهما وعلي العكس تماماً فاذا جربت أن تتعامل مع المرأة بحُب وحنان لوجدتها تبادلك حبك بشلالات غامرة من الحب الأنثوي الدافيء

فعلي سبيل المثال : المرأة تفرح إذا أهداها أحدهم مجرد زهرة رقيقة أو إذا سمعت كلمة حنونة فتستسلم لطبيعتها الرقيقة العاطفية وتتحول إلي قلب ينبض حُباً والعكس اذا أسمعها أحدهم كلمة بسيطة تجرحها.

والأمان بالنسبة للمرأة يشمل الأمان المعنوي أو العاطفي المتمثل في الحب كما ذكرنا آنفا , والأمان المادي المتمثل في المال والحاجات المادية , فالمرأة دائما تسعي وراء ما يحقق لها هذ الشعور بالأمان , فهي تتخذ من الرجل مصدر لهذ الشعور بالأمان والحماية , فكيف إذا وجدته مصدراً لقلقها الدائم وخوفها المستمر؟!


أما الإحترام , فهو الوجه الآخر للتعامل مع المرأة , هي تبحث عن الإحترام كما تبحث عن الحُب والأمان, فمن يُحبها يجب أن يحترمها , يحترم عقلها وتفكيرها ورغباتها ومشاعرها, وإلا كان الحب كأن لم يكن.

المرأة هل هي حقاً شر لابد منه؟

مفهوم ظُلمت به المرأة لعُصور وعُصور , فكما أن المرأة لا تكتمل بدونها الحياة كالرجل تماما , فإن كلا منهما يُكمل الآخر , وكلا منهما لازما لإعمار الكون ولتحقيق التوازن فيه كما ذكرنا. إذن فالمرأة ليست شر , وإنما من الممكن أن تصبح شراً إذا أهملها الرجل وإذا أعلن الحرب عليها ففي هذه الحالة تصبح المرأة أكثر عنفاً دفاعاً عن حقوقها ودفاعاً عن حقها في الحياة , فهي تملك القُدرة علي قلب حياة الرجل جحيماً لا يُطاق دون أن تفعل الكثير. أما إذا أدرك هو كيفية التعامل معها فسيخلق لنفسه جنةً علي الأرض يَحيا فيها ويسعد بها , وسيجد أمامه مَلاكاً مُتجسدا في صورة إمرأة.