الأحد، مارس 30، 2008

عندما تتشرد البراءة


المترو "كلاكيت ثالث مرة"

الجو حار هذا اليوم , ارتميت علي الكرسي -الذي خلا لتوه- من فرط الاعياء , فلم اكن متعبة من الوقوف وانما من حرارة الجو المرتفعة. أغمضت عيني للحظات لأريحها من أثار الشمس , وفتحتها عندما سمعت همهمات من حولي تدل علي حدوث شيء أثار دهشة الناس مما جعلني افتح عيني لرؤية ما يحدث.

طفلة في حوالي الرابعة من عمرها , منكوشة الشعر , رثة الثياب والهيئة , حافية القدمين اللاتي كانتا متسختين بالطبع , وجهها لم يكن يختلف كثيرا عن ملابسها , فعينيها تكاد الافرازات تغطيهما , و أنفها الذي يتدلل منه المخاط ليصل الي فمها فتكمل الصورة.

تحمل بيدها علبة مناديل واحدة وتتحرك في صمت , تتنقل من راكب الي اخر في نشاط , تقف أمامه في صمت مادّة يدها بعلبة المناديل في الحاح صامت وناظرة اليه نظرة كافية أن تعلن عن ما تود قوله , وبملامحها التي شعرت انها لامرأة ناضجة تحمل هم سنوات الشقاء.

تابعها جميع الركاب وهي تتنقل من واحد الي اخر , فكانت تطيل الوقوف الي ان يتحرك مَن امامها معطي اياها ما تسعي من اجله.. بعض القروش , رافضة لان تتحرك اذا اعلن الراكب رفضه او عدم رغبته في شراء المناديل.

قطع تأملي لها صوت لشيء يتحرك علي الأرض , نظرت لأجد طفل صغير لم يكمل العام بعد , غالبا لا يزيد عن 8 شهور , ومظهره لا يختلف كثيرا عن الفتاة , كان يزحف بانطلاق علي أرضية المترو المغطاة بغبار الأحذية وكأنه باحدي غرف منزله , هذا ان كان له منزل.

فتاة تكبر الأولي بسنة أو اكثر قليلاً تجري خلف الطفل الزاحف لتلتقطه من الأرض قبل ان يفتح باب المترو في احدي محطاته فيدهسه احدهم تحت قدميه أو يسقط هو من الباب زحفا , تابعتها لأجدها تتجه لاخر العربة حيث تجلس علي أرضية المترو امرأة شابة اذا دققت النظر ولكن البؤس والشقاء والفقر يعطيانك انطباع بأنها امرأة عجوز. كانت تحمل علي كتفها طفل أكبر قليلا من الذي كان يزحف , وتربت علي ظهره في وهن وربما يأس.

تحولت بنظري مرة اخري الي الطفلة الأولي فوجدتها لاتزال واقفة في مكانها الذي تركتها فيه تتذلل لأحد الركاب وتستجدي عطفه بنظرتها البائسة وبيدها الصغيرة الممدودة امامها في مشهد جعل بدني يقشعر من الاحساس بمزيج من المهانة والذل والشفقة والغضب والحزن والكراهية.

للحظة اردت الذهاب الي الأم ونهرها لاهمالها لأطفالها واستغلالهم بهذا الشكل المقزز , ولكنني نظرت اليها فوجدتها هي الأخري مثلهم , مُهملة.

تمنيت أن التقط لهم صورة ولكنني أشفقت عليهم , فيكفيهم ما هم فيه من مهانة , فبالطبع كنت سأطلب من الأم قبل أن أفعل لايماني بحق الانسان واحترام ذاته ولكني تراجعت عندما اكتشفت عجزي عن جر ساقي الي حيث تجلس.

شعرت باني أكره كل من كان له يد في أن تتشرد ام بأطفالها الأربعة , وأن تتربي طفلة صغيرة علي فنون التسول بدلاً من ان تعرف معني العزة والكرامة, وأن تتحمل طفلة لم تكمل الخامسة مسئولية طفل مُشرد هو الاخر بدلا من أن تذهب للعب مع أقرانها.


مجرد سؤال

في رقبة مَن هؤلاء الأطفال الأربعة وأمهم؟

السبت، مارس 29، 2008

حُرِّيــــــــــــــــة


اعتدت كل يوم أن أجلس امام الزجاج أراقبها. كم هي نشيطة علي الرغم من الوحدة التي تعيش فيها الا انها لا تكف عن الحركة ذهابا وايابا.
اتعجب من احتفاظها بقوتها ونشاطها حتي بعد ان أصبحت الان وحيدة.
أستمد منها قوتي ونشاطي ولذلك اتخذتها أقرب أصدقائي.

كثيرا أتسائل: ماذا لو كنت انا من يعيش وحيداً بين أربع جدران؟
شعور قاسي لا أتخيلني أتحمله. ولا ادري كيف تحتمله هي؟!
ولكن لما الشعور بالوحدة؟ هي تعلم جيدا انني حولها وبالقرب منها ولكن..
هل من الممكن أن تشعر بالوحدة علي الرغم من وجودك بين من يحبونك ويعتنون بك؟
ألا يكفي حبي لها؟!

أعلم انها تراني وانا اراقبها , أستطيع ملاحظة ذلك من خلال هروبها ومحاولتها للتخفي مني عندما أقترب.
أسأل نفسي: هل تجعلك الوحدة فريسة سهلة للخوف؟
هل الوحدة تجعل منك كائناً ضعيفاً يهرب من كل ما ومن حوله؟
انها الوحدة بالتأكيد..

ما يحيرني هو بماذا تشعر عندما أقترب وما الذي يدفعها للاختباء مني؟
أحيانا كثيرة نخاف ونهرب من أشخاص ربما كانوا هم مصدر سعادتنا.
ولكن هل انا حقاً مصدر سعادتها؟؟
لم أستطع الاجابة علي هذا السؤال , لانني اعلم ان اجابته ستضعني في قفص الاتهام. فكيف أكون مصدر سعادتها وانا سبب وحدتها؟!
ربما هي تشعر بانني سبب ما هي فيه ولذلك تخاف وتهرب وتختبأ وهي لا تدري انني حتي بعد اختبائها أراها, ليس تطفلاً مني , ولكنه مجرد رغبة في ان أشارك أحدهم لحظاته , كم جميل ان تجد من تعتني به , ولكن....
أليس من الأجمل أن تجد من يبادلك اعتنائك باعتناء؟!
أليس من الأجمل أن تختار هي أين وكيف تحيا؟!
لماذا قررت أنا الاختيار لها؟!
لماذا وضعت نفسي قاضياً وحكمت عليها بالحبس مدي الحياة لمجرد رغبتي أنا في الاحتفاظ بها ,لمجرد رغبتي انا وانا فقط في أن أتخذها احدي أصدقائي المقربين؟

انها الانانية وحب التملك بالتأكيد

قررت اليوم أن أطلق سراحها لتعيش حياتها كما ينبغي , قررت أن أفك أسرها الذي وضعتها فيه , وأن أترك لها حرية الاختيار, قررت أن لا أتمادي في تمثيل دور من يحب ويعتني ويفعل ما بوسعه لارضاء حبيبه الذي اتخذه حبيبا رغماً عنه. قررت اليوم أن أُحبها وأن أعتني بها حباً حقيقيا.

اقتربت أكثر من الزجاج , تناولت الشبكة , وضعتها بمياه الحوض وحاولت اصطيادها ولكن هذه المرة لم اصيدها للاحتفاظ بها وانما .. لاطلاق سراحها.

الخميس، مارس 27، 2008

وحسبتني من الأذكياء!


من الغباء
ان تنتظر من شجرة الصبار ان تطرح تفاح فقط لأنك تريد ذلك


من الغباء

أن تلوم مكعبات الثلج لان دموعك لم تتمكن من اذابتها

من الغباء
أن تسير في طريق دائري وتتوقع أن تكون هناك نهاية


من الغباء
أن تنام علي فراش من الأشواك وتتوقع ان تحلم بالجنة


من الغباء
أن تُصدق أن هناك من يُفضلك علي نفسه اذا طلبت منه ذلك


من الغباء
أن تُعطي احدهم سكيناً ليقتل به غيرك وتتفاجأ عندما يطعنك بنفس السكين

من الغباء
أن تُصدق ان هناك من يسامحك علي جرحك لكرامته


من الغباء
أن تحتفظ بأشيائك المكسورة علي امل ان ما انكسر يمكن اصلاحه


من الغباء
ان توافق أن ينقض عليك احد الصقور بمخالبه في مقابل أن تجرب شعور الطيران


من الغباء

أن يُنقذك مجهول من الغرق بمكان ما فتُصر علي العوم في نفس المكان مرة أخري


من الغباء

أن تنزل حلبة مصارعة الثيران وتتوقع ان يكون الثور رحيما بك


من الغباء
أن يصرخ أحدهم في وجهك "أكرهك" .. فتقول له بكل سذاجة..وانا "أحبك"

من الغباء
أن تتهم من حولك بالغباء لانهم لا يفهمون ما فشلت انت في فهمه

الأربعاء، مارس 26، 2008

وتُجبرك علي التخلي عن أحب ماتملك

-2-

الدنيـــــــــــــــــــــــــــا


عندما يُصر أحدهم علي قص شعرك خُصلة خُصلة

غير مبالي برأيك ولا صرخاتك

بينما تتسائل انت في بلاهة :

ليه كدة؟!

الاثنين، مارس 24، 2008

انا استويت خلاص!!


الدنــــــــــــــــــــــــــــــيـا

هي ذلك الاناء الذي تتم تسويتك فيه
علي نــــــــــــــار هادئة

رسالة الي أُم!!


"تصبحي علي خير يا نور"
قالها رجل في الاربعينات من عمره تاركاً قبلة رقيقة علي خد ابنته نور ذات السبعة اعوام.
نظرت اليه الطفلة وعلي شفتيها ابتسامة حائرة ثم قالت:
"بابا , تفتكر الورد هيوصل لماما وهتعرف اني انا اللي بعته ليها في عيد الام"
"طبعا يا حبيبتي هيوصلها وهتعرف انك انتي اللي بعتيه وانك انتي اللي اشترتيه كمان"
قالها الرجل مطمئناً ابنته , وفي قرارة نفسه متمنياً ان يكون ما يقوله لابنته حقيقيا.
"بابا انا كان نفسي انا اللي اعطيها الورد بايدي وابوسها علي خدها واقولها وحشتيني اوي"
كادت دموعه تغلبه , فحاول اخفائها قائلا
"انتي كمان وحشتيها اوي واكيد هي كمان كان نفسها تبوسك وتقولك اد ايه الورد كان جميل , يللا بقي تصبحي علي خير"
"وانت من اهله يا بابا"

قالتها علي الرغم منها فلم تكن اسئلتها انتهت بعد ولكنها شعرت كما تشعر كل مرة تتحدث فيها عن والدتها مع أبيها انه لا يريد التمادي في الحديث , فكلماته عنها قليلة , واجاباته علي اسئلتها مقتضبة دائما.

انطفأت الأنوار في الغرفة وأضاءت في عقلها مئات الأسئلة , انها لم تري والدتها منذ سنوات وتكاد لا تتذكر ملامحها لولا الصورة التي تحتفظ بها لها في غرفتها , كل ماتعرفه عن والدتها انها لا تستطيع ان تاتي لرؤيتها ولا تستطيع هي ان تذهب اليها , أخبروها انها كانت تحبها وهي تشعر بذلك الحب في قلبها ولكن لماذا تركتها فجأة؟! ولماذا لم تاخذها معها؟!

أخذت تسترجع احداث اليوم , كانت هناك حفلة بالمدرسة , حفلة عيد الام , اعتادت نور ان تهدي مدرساتها اجمل الهدايا , وان تذهب لتشاهد كل طفل وقد اتي بصحبة والدته ممسكا بيدها , اما هي فتجلس بعيدا حتي لا يسألها احد عن أمها , فهي نفسها لا تفهم لكي تستطيع اخبارهم. كل عام تحتفل ويتكرر امامها المشهد تري الأطفال وامهاتهم تسمع الأغاني التي تذكرها بشيء فقدته وحُرمت منه ولا تدري لماذا؟
"يا رب يخليكي يا أمي"
يقولها كل الأطفال وكانت لا تدري أتقولها أم لا؟! وهذا العام لم تنجو من نظرات أصدقائها ولم تسلم من أسئلتهم الصعبة التي كان يعجز عقلها الصغير عن استيعابها.

فجاة نهضت نور من سريرها واتجهت الي النافذة ونظرت منها الي السماء والنجوم التي تلمع بها , كانت السماء مضيئة فالقمر بدراً هذا اليوم , اخذ عقلها يطرح عليها الأسئلة مرة اخري , ولكنها لم تجد من يستمع اليها. اخبرها والدها ذات مرة أن أمها "فوق عند ربنا" حاولت كثيرا فهم الأمر او تخيله ولكنها لم تستطع , وفي كل مرة كانت تحاول ان تسأله كان ينهي الحديث , نظرت الي السماء وأخذت تسأل نفسها
"ياتري ماما متعلقة زي النجوم ولا هي عند القمر؟ يا تري هي بتنور زيهم؟ يا تري هي شايفاني دلوقتي؟
واخذت تناجي ربنا وتطرح عليه كل الأسئلة التي تدور بعقلها , فاذا كانت أمها فوق اذن فهي تراها ويمكنها سماعها وربما استطاعت ان تجيبها أو حتي لو كانت لا تراها فربما سمعها ربنا واجابها :
"يارب , قول لماما انها وحشتني اوي , واسألها هي ليه سابتني , ليه ما اخدتنيش معاها , قولها تبعت حد ياخدني عندها , النهاردة كل الأطفال كانوا مع امهاتهم وهي ليه مش بتيجي وتروح معايا؟! يا رب قولها اني مش زعلانة منها علشان انا بحبها أوي , يارب عايزة أروحلها , يارب انا باسمع كلامك ونفسي أروحلها أوي , يارب خدني عندها , يارب خدني عند ماما أعيش معاها , يارب خدني عندها ولو حتي النهاردة بس".

*-*-*-*-*-*-*

من يومين احتفلنا بعيد الأم , فمنا من دعا بان "ربنا يخليها" ومنا من دعا بأن "يغفر الله لها ويرحمها" وفي الحالتين يمر اليوم كأي يوم فمنا من يفرح ومنا من تتجدد بداخله الأحزان , أتذكر وأنا بالمدرسة يوم الاحتفال بعيد الأم صديقة لي كان هذا اليوم بالنسبة اليها اكثر الأيام ايلاماً ,كنا نحفل وهي تتألم , تعودنا ان نحتفل غير مراعيين لمشاعر من حولنا , ولكن لنجعل عيد الأم ليس مجرد احتفالاً وانما تذكير الأبناء بحق أمهاتهم عليهم حية كانت أو متوفاة , فان كانت بيننا ندعو لها بدوام الصحة ونراعيها ونهتم بها , وان كانت فارقتنا فندعوا لها كثيرا ونزورها فهذه أجمل الهدايا التي نقدمها لها في هذا اليوم , ولا تنسوا ان الأموات يشعرون بنا كما الأحياء..
كل عام وكل أم تحت أقدامها الجنة..

السبت، مارس 22، 2008

بين أحضان الطبيعة


ما اجمل ان تهرب من كل الدنيا , وكل الناس , كل المشاكل , وكل الماّسي , وكل الهموم ,كل التفكيييييييييير وتلقي بنفسك بين أحضان الطبيعة.
كم هي دافئة وعلي قدر دفئها علي قدر قدرتها علي انعاشك.
ما أجمل أن تسرق من الحياة يوما أو يومين في زحمتها وتهرب الي الطبيعة, حيث البحر أمامك والهواء من حولك والجبال من خلفك.
فقط : انت والبحر والجبل..
تعود وكأنك ولدت من جديد , وكأن البحر غسل روحك وانعشها الهواء النقي الخالي من عوادم السيارات ودخان المدخنين والتلوث الذي نحيا فيه.


موقف اذاني جدا:
كنت اجلس علي البحر وفي قمة سعادتي وهدوءي النفسي ثم جاء رجلان جلسا بالقرب وأخذا يتحدثان , ثم أشعل احدهم سيجارته تلاه الاخر, فالمكان مفتوح والبحر امامه , لا اعلم هل استخسر علي نفسه وعلي رئتيه ان يستنشقا بعض الهواء النقي؟! ام انه الانسان يُصر أينما وُجد علي تدمير الطبيعة وترك بصماته وفرضها عليها؟! بالطبع بدأ السعال ينتابني , والضيق يتسلل الي نفسي , الي ان تركت المكان لأبحث عن مكان أخر لم يلوثه البشر.


منظر أمتعني جدا:
أنظر الي البحر وأتمتع بسحره وفجأة تقفز علي سطحه كائنات جميلة جدا, الدولفين صديق الانسان , منظرها غاية في الروعه وهي تسبح بشكل نصف دائري خروجا من الماء وقفزا بداخله , ومالفت نظري انها كانت مجموعات كل مجموعة مكونة من زوجين , لا ادري اذا كان هذا موسم التزاوج ام ماذا ولكنها كانت رائعة.
سبحان الله.

البـــــــــــــحر..
حبي الأول والأخير. هو الوحيد القادر علي ترميمي نفسياً وامدادي بالاكسجين النقي لانقاذ ما تبقي من حياتي.
كثيرون من يتخذونه أقرب الأصدقاء , يحكون لهم ويجدون من يستمع اليهم بلا كلل أو ملل لأنه لن يوّجه اليهم اي لوم أو عتاب , نعم الصديق هو.

ولكنه حبيبي وليس مجرد صديق , فحبيبك تعرفه بمجرد النظر اليه , ترتاح نفسيا بمجرد وجودك بالقرب منه , تنسي به كل همومك , وتتذكر به كل لحظة جميلة عشتها وعندما تجلس امامه لتتامله في لحظات يسودها الصمت تتمني ان تلقي بنفسك بين احضانه وتغيب فيها ..وتغيييييييييب فتنسي المكان والزمان.. امامه تعود طفلاً يلهو علي الرمال البيضاء الناعمة الحريرة وتصنع بيوتاً من الرمال , وتجسد احلامك فتبني القصر والقلعة وتنشيء حياة كاملة.. علي الرمال..
أمامه تشعر انك نفسك وكأنكم عقل واحد وقلب واحد..
ان كل موجة تمر من امامي هي بمثابة دقة من دقات قلب البحر ينبض بها قلبه حباً فيّ , أو برقية حب يبعث بها اليّ, اذن فهو ليس مجرد حبيب , البحر جزء من تكويني , أنسي نفسي بالساعات وأنا جالسة امامه , فقط اجلس , حتي وان كنت وحدي , لا اتفوه بكلمة , بالطبع افكر ولكني لا أتمادي في التفكير حتي لا أضيع علي نفسي لحظة من الاستمتاع بالبحر..
حبيبي..
أ ع ش ق ه

ما اجمل أن تعيش بلوحة فنياة طبيعية , لم ترسم بريشة فنان وانما بيد خالق أحسن فنان , أحسن الخالقين.
سبحان الذي خلق لنا كل هذا الجمال المُحكم الذي يعرف كيف يثير اعجابك ويبهرك وياخذ قلبك وعقلك لنتمتع به في الدنيا
سبحان الله أحسن الخالقين.

الثلاثاء، مارس 18، 2008

بينا علي دريم لاند

بعد نجاح شعارنا السابق
"كوبري لكل مواطن"
في 2008 نبدأ بشعار جديد:


تحذير:

اياكم حد يُسيء استخدام "المضرب"

طبعا كل واحد عارف هو هيعمل بيه ايه!!

الأحد، مارس 16، 2008

عايز اغير جو , او اغير ارض!!


أستيقظ من نومي علي كابوس مفزع..
"خير اللهم اجعله خير"
-لا دا بقي العادي بتاعي-
أرتدي ملابسي واخرج من بيتي , اسير في ارض الله.
في الشارع اقابل وجوه الناس التي تعلن بكل ملامحها عن الحزن والكابة اللي بيعيشوا فيها
-قررت عدم النظر الي اي وجه انساني من النهاردة-

أصل كُليتي اسمع الكل يشكو من الدراسة والضغط العصبي اللي بيعاني منه اي طالب وخصوصا في كليتنا
-امتحانات بقي-
اقابل اصدقائي واسمع مصائبهم ومشاكلهم
-نفسي اقابل حد حياته مفيهاش مشاكل , فضول مش اكتر-
اتجه للمستشفي ومرة اخري انظر في وجوه الناس
-غصب عني منا مش همشي مغمضة-
مرضي يتألمون أو أهالي مرضي يتألمون أيضاً حتي أنك تتخيل ان الناس كلها مريضة
-تنعكس عليّ كل اه اسمعها وكأنها اهاتي-.

اخرج من المستشفي , اركب المترو حيث تحلو الحكايات وخاصة بعربة السيدات , الكل يشكو والكل يتعجب مما حدث ومما يحدث ونظرة بائسة تنهي الحديث بين اي اتنين
-ارفض الدخول في اي حديث مع غرباء مهي مش ناقصة-.

اجري لاختبئ بمنزلي
-من خرج من داره-
اسمعهم يتكلمون عما حدث من سرقات ومشكلات وازمات
اسمع نشرة الاخبار قتل وحروب ودمار , مظاهرات وتهديدات
-وكله طبعا مدعم بالصور والفيديو-
اتناول الجريدة لاتصفحها : مصرع واصابة وضحايا سرقة وقتل واغتصاب و..
-هي الدنيا جري فيها ايه-
حتي علي النت لا اتصفح مدونة الا ووجدتها تستغيث , وتشجب وتندد وتلعن او تنتحب
-فيه موضوعات من قوتها لما بقراها بابكي داخليا
امسك قلمي لاكتب فلا يكتب الا عن احداث اليوم السابقة
-هي فعلا "احداث"-
وحتي لا اكتئب -علي اعتبار اني لسة ما اكتئبتش- اهرب الي النوم
فاجد الكوابيس في انتظاري..
كوابييييييييييييييييييييييييسي وحشتوني


طيب اروح فييييييين؟؟؟!!!


امنية:
باتمناها كل يوم قبل ما اغمض عنية وانام , اخد الدنيا في ايدي نصفها في كفي اليمين ونصفها في كفي الشمال وحد يحدفني لفوق زي زمان واطير لفوق واخدها معايا لفوق , لفوق قوي .. ولما انزل اقع وافتح كفوفي واسيب كل المشاكل تطير من كفوفي وانا نازلة تطير لفوق كل المشاكل اللي موجودة في الدنيا وما يبقاش بكفي غير الدنيا وانزل بدنيا جديدة , ارض جديدة وناس جديدة وحياة جديدة مفيهاش نقطة حزن.

هي الناس لما بيبقوا زيي بيروحوا فييييين صحيح؟؟

السبت، مارس 15، 2008

واحد من الناس


أسير في الشوارع
أشاهد البيوت
أتأمل الطرقات
أراقب الناس
وأراهم يراقبونني..

مالهم لا يتحركون!
لا يقولون!
لا يتغيرون!

أستاء منهم
كثيرا
أسخر منهم
أحيانا
ألقي اللوم عليهم
علي الناس

لو أنهم فعلوا!
لو أنهم قالوا!
لو أنهم تحركوا!
لو..
لو...
لو....

أصل الي بيتي
أغلق بابي
أضيء الأنوار
وأتذكر
أنني منهم
واحد من هؤلاء
ا ل ن ا س

الجمعة، مارس 14، 2008

أواخر الشتا وعمايله


سنووايت تعود من جديد

بعد صراع حاد اسفر عن مصرع 15 فيروس و20 بكتيريايا و10 كائنات دقيقة غير معلومة الصنف.


وطبعا المتهم الأول في القضية هو الجو وتقلباته واه من تقلبات الجو مهو يا شتاء شتاء يا ربيع ربيع الجو الشتربيعي دا ما بحبوش.


والمتهم التاني طبعا جهاز مناعتي الضعيف المتسيب واللي هيضيعني معاه واللي بينفذ حاليا فترة عقوبته عن التسيب اللي عمله ونيمني 3 أيام في السرير لا أقوي حتي علي شرب كوب المياه.


الحمدلله تقريبا عادت المياه لمجاريها ورجعت الحياة تدب في عروقي بعد ما كنت كالوسادة التي انام عليها , والحقيقة لم أكن سنووايت فقد ذاب "السنو" و"الوايت" بقي "ريد" من جراء حرارتي المرتفعة.


3 ايام وهم أسرع 3 ايام مروا عليّ في حياتي , لم أشعر بهم علي الاطلاق , كأني نمت الثلاثاء الظهر واستيقظت الثلاثاء المغرب وليس الخميس.


الصحة كنز لا يقدر بثمن . الحمدلله عليها , انا عارفة اني قلت الموضوع دا كتير وفي بوستات قبل كدة بس الموضوع دا مهم بالنسبة لي جدا ومأثر فية جداً , فلا اتخيلني يوم بدون صحتي , من مجرد التهاب في الشعب الهوائية تعطلت حياتي بالكامل 3 ايام فما بالكم بما هو اخطر من ذلك!!


ومن هنا أعلن أن الدنيا لسة مش ربيع والجو لسة مش بديع ومفيش داعي نقفل علي كل المواضيع ولا نقفل علي كل الدواليب ونخفف ملابسنا لان الشتا لسة موجود أم كما تقول اليسا "أواخر الشتا" لسة موجودة
والكلام ليكي يا شهرزاد

السبت، مارس 08، 2008

صُــــــدْفة!




اليوم حدثت صدفة من الصدف الجميلة بحياتي , بمترو الأنفاق , نعم المترو مرة اخري

"بافكر انزل كتاب اسميه "حياتي في المترو"

المهم

تعطل المترو اليوم واضطررنا للنزول منه وركوب المترو التالي للذي يليه فقد كان الذي يليه مزدحما جدا , جلست انا وصديقتي نتحدث ونتحدث ,

الي ان اخترق اذناي صوت اعرفه جيداً , صوت كم سمعته وكم عشقته وعشقت حكاياته ,صوت اخذني لسنوات فاتت ومضت , نظرت في اتجاه الصوت


"لا مش معقول , معقول هي!!"

كانت هي بكل ملامحها وبأسلوبها الذي اعشقه , وبصوتها الحنون وبكلماتها الساخرة الضحوكة , ابتسمت ابتسامة تكاد تنطق من السعادة , نظرت الي صديقتي وأخبرتها عنها وسألتها

"تفتكري لو كلمتها هتفتكرني!"

فاجابتني "طبعا هتفتكرك بس كلميها".


لا أكذب عليكم كنت خائفة , ترددت أن اذهب واكلمها فماذا لو لم تعرفني , ماذا لو انكرت معرفتها بي , ماذا لو لم تسعفها الذاكرة فتتذكر الفتاة التي لطالما أحبتها.


وقفت من مكاني أمامها , أرمقها بنظرات اللهفة, تعمدت أن انظر اليها, تعمدت ان الفت انتباهها الي وجودي وكأنني أقول

"انا هنا , ياتري لسة فاكراني,بصي كويس" ,

ولمَحَت عيناها عيناي , مرة وأخري ولكنها أدارت عيناها عنّي كمن يراني لأول مرة, نظرت الي صديقتي وقلت لها

"مافيش فايدة شكلها مش فاكراني"

والله كادت دموعي تغلبني , فكيف تنساني هكذا , أعلم انه مرت عشر سنوات ولكن هل تنجح السنوات في ان تنسينا من نحب؟!!


توجهت اليها وانا عازمة علي التحدث

"وزي ما تيجي تيجي"


-ميس "م"!!

أيوة أنا , انا باشبه عليكي من الصبح انا عارفة اني اعرفك بس مش قادرة احدد

-انا "سنووايت"

أيووووووة طبعا يااااه ازيك يا حبيبتي عاملة ايه , شكلك زي ماهو لسة زي ما انتي بنفس ابتسامتك معرفتكيش بس علشان الحجاب , بس فيه ناس ما بيتنسوش , واخبارك ايه وبقيتي فين دلوقتي و....

.......


ودار بيننا حوار زاد عن ثلث الساعة وانا في غاية السعادة اتمني ان لا يمر الوقت , انتهي بتبادلنا ارقام موبايلاتنا وتليفونات المنزل


سعيدة اني اخيرا وجدتها "صدفة" بعد ان تركت مدرستنا فجأة وانا بالمرحلة الاعدادية وبعد ان ظللت ابحث عنها سنوات , صحيح انها لم تدرس لنا الا عامان ولكنها استطاعت بروحها الجميلة ان تحفر بداخلي حب واحترام دام لاكثر من عشر سنوات واظنه سيدوم العمر


كم اعشق الصدف , خاصة تلك التي تجمعك بمن تحبهم ومن تشتاق اليهم

لقد قدر ان يعطل المترو وان انزل منه وان لا اركب الذي يليه لانه مزدحم وان اركب هذا المترو بالتحديد وان اجلس علي هذا الكرسي بالذات بجوارها, ميس "م" معلمتي للغة العربية بالمرحلة الاعدادية والتي لم أرها منذ أكثر من عشر سنوات والتي جعلتني اعشق اللغة العربية وافهمها والتي لم تكن مجرد معلمتي بل كانت اخت كبيرة جميلة كم عشقت حصصها وكم كنت انتظر رؤيتها كل يوم..


الغريبة انها لم تتغير كما هي وكأن السنوات لم تترك اثارها عليها , فحتي لم أر "دبلة" بيديها , فقط أخبرتني انها تعد للدكتوراه التي اتمني لها التوفيق فيها لانها تستحقها عن جدارة.


اشعر بسعادة تغمرني , اشعر انني رجعت فجأة "سنووايت" الطالبة الصغيرة البسيطة, التي ترتدي مريلة المدرسة وتعزف موسيقي طابور الصباح وتلقي الاذاعة المدرسية وتقرأ موضوعات القراءة وتحب "ميس "م" وتنتظر حصصها بكل لهفة وحب ,اشعر انني عدت عشر سنوات الي الوراء وتخلصت من اثار عشر سنوات مرت

حقا

"رُبُّ صُدفة خير من الف ميعاد"

الأربعاء، مارس 05، 2008

العام الثالث بعد العشرين



نعمــــــــة

-الحمدلله انني عشت لأشهد عامي الثالث والعشرين , لا أنكر انني حزينة بعض الشيء لشعوري بأن العُمر يمر ولكنني سعيدة أن أطال الله عمري حتي هذه اللحظة فكثيرون لا يدركونها.


الحياة تجارب

-سألوني : هل اختلفتي عن العام السابق؟

اجبت : بالتأكيد , اختلفت حتي عن اللحظة السابقة , كل تجربة مررت بها حتي ولو كانت مجرد كتابة أو قراءة موضوع جديد هي تجربة أثقلتني خبرات حياتية ووقت سُرق من عمري.


أيـــــــــــــن وصلت!

-كل عام اسأل نفسي:تري أمازلت في بداية الطريق , أم أنني وصلت لمنتصفه , أم أنني أكاد أقترب من النهاية؟!! في كل الحالات بالتأكيد هي الاخيرة.


وهـــــــــــــــم

-كنت أقول لنفسي كل عام أن الحياة حلوة , عيبها الوحيد أنها تنتهي بسرعة ككل شيء حلواذن فهي حلوة ظاهرياً لا دوام فيها ولا خلود

والان أقول أن الحياة ليس فيها من الحلاوة شيء ,أراها حلوة فقط لأنني لم أر شيئاً غيرها ولم أجرب حياة أخري غيرها.

حقا "وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور"


حلـــــــــــم

-كل شيء تراه اليوم بعيداً سوف تصل اليه في يوم من الأيام وتضحك من نفسك , فعندما كنت طفلاً كنت تري حلم أن تصير شاباً بعيدا جدا , وعندما أصبحت شاباً ضحكت من طفولتك ولازلت تري ان بينك وبين االكهولة زمناً , وعندما تصبح كهلاً تضحك من شبابك ومن طفولتك أيضاً وفي كل لحظة تعمل كأنك تعيش ابداً وتري الموت بعيــــــــــــدا وتنسي انه قد يكون قريباً جدا.


اغرب هدية جائتني:

خبر عن طبيب جارنا , اثناء وجوده بغرفة العمليات لاجراء عملية لأحد المرضي سقط بسكتة دماغية , تم حجزه بالمستشفي واتصلوا بزوجته الطبيبة التي عندما حضرت الي المستشفي لتراه بهذه الحالة سقطت هي الأخري ولكن بسكتة قلبية أودت بحياتها , ولحق بها زوجها الطبيب بعد ثلاثة أيام من حجزه بالعناية المركزة.

انا لله وانا اليه راجعون
وكل عام وأنا بخير

السبت، مارس 01، 2008

قيودُُّ صنعتها انت!


عندما تخلع عن عينيك نظارتك
العاكسة لصورة من أمامك

وعندما تفتح أبوابك
سامحاً للهواء بالتسلل الي جدرانك

عندما تعلن الحرب علي نفسك
وتثور كالبركان أفكارك

أو تتحرر من شرنقة صمتك
فتتمكن من رؤية مَا حولك
عندما تفتح نافذتك
فتري فضاءً خالياً الا منك

عندها فقط ستُدرك
كـــــــم مـــــــرّ عليك من وقتٍ
وانت كامن بقوقعة ذاتك

عندها فقط ستدُرك
كــــــــم من شيءٍ حبيبٍ
قد رحل عنك وفـــــــــاتك!!