الخميس، فبراير 28، 2008

الحمدلله


جلس "خالد" ذو الستة عشر ربيعاً علي سريره وحوله بعض الأشخاص مرتدين ثيابهم البيضاء والخضراء والذين ربما يراهم لأول مرة وربما كانت أخر مرة أيضاً , الكل ينظر اليه وجسده الصغير ينتفض معلناً عن خوفٍ و قلقٍ قاتلين.

مدّ أحدهم يده واضعها علي يد "خالد" المرتعشة الباردة كالثلج , فنظر اليه بنظرة حائرة يملؤها الخوف وعينين تغطيهما سحابة من الدموع قائلاً بصوتٍ مبحوحٍ مرتعدٍ متقطعٍ
"أنا خــايف!!"
نظر اليه الاخر في صمت مُربتاً علي يديه , فخرج صوت خالد مرة اخري ولكنه كان أعلي وأكثر ارتعاشاً هذه المرة
"أنا خايف أوي"
حاول الطبيب ايجاد ما يقوله لخالد ولكنه اكتفي بان امسك يد خالد يحتضنها بين يديه فلم يجد خالد الا مردداً بصوت تخنقه الدموع هذه المرة
"أنا خايف أوي يا دكتور"
رد الاخر بعد محاولته لايجاد كلمات في هذه اللحظة الحرجة قائلاً
"ما تقلقش , ان شاء الله مش هتحس بأي حاجة".
نظر "خالد" الي ساقه اليمني ورفع عينيه الي الطبيب الواقف أمامه والذي لم يتحمل تلك النظرة بعينيه فأبعدهما عن عيني خالد التي ترمقه كالسهام. مرة اخري حاول "خالد" التفوه ببعض الكلمات فسأل الطبيب سؤالاً كان يعرف اجابته سابقاً متعلقاً بامل ربما وجده علي لسان الطبيب
"هو مافيش أي حل تاني غير دا"
ربت الطبيب علي يديه المرتعشتين ونظر اليه نظرة تعاطف والم فاستكمل خالد
"بس أنا عندي 16 سنة "
اجابه الطبيب
"احنا هنعمل كدة علشان ننقذ حياتك يا خالد"
وكأنه اطفأ انوار الحجرة , اسودّت الدنيا في عيني خالد ولم يعد يري أمامه شيئاً سوي ساقه الممدودة امامه.

مرّت فترة من الصمت قطعها وصول "أطباء التخدير" , صرخ خالد صرخته الأخيرة , صرخة استغاثة وخوف واستنكارواعتراض.. ليس اعتراضاً علي تخديره وانما اعتراضا علي بتر ساقه.
**********************
قصة اليوم احداثها حقيقية , حدثت أمس واليوم وكل يوم , نقلتها اليكم بأسلوبي ومُخيلتي كما سمعتها علي لسان أحد زملائي الأطباء والذي عاش احداثها وعشت أحداثها أنا أيضاً وتأثرت بها وسجلها قلمي رغماً عني. فمن يدري ربما كنت انا "خالد" في يوم من الأيام وربما كان شخصاً قريباً مني وربما كانت تذكرة من الله لنعمة ربما غفلنا عنها وعن حمد الله عليها.
كلمة أردت قولها لخالد ولكل من مر بتجربته
ان الله هو الرحمن الرحيم ورحمته لو وزعت علي اهل الأرض جميعاً لغمرتهم ولزادت مائة مرة , وحياتنا طالت أم قصرت ليست سوي أيام نحياها بما فيها مارّين بكل اختباراتها وتجاربها حتي تمّر بسلام وننتقل لحياة أبدية خالية من كل ألم وعذاب عشناه علي هذه الأرض. واعلم ان الله اذا أحب عبداً ابتلاه وان الله مع الصابرين اذا صبروا. حقاً الصحة تاج علي رؤوس الأصحاء وهي نعمة لا يدرك قيمتها الا من فقدها.
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا

الاثنين، فبراير 25، 2008

ان كان لك عند حد حاجة..




"خد منه وادّحلب معاه"
************
القاعدة دي كانت نصيحة احد اطباء الجراحة للطلبة النهاردة واللي كان بيكلمنا عن امتحان الشفوي , ومعني الجملة انك تكون مع الدكتور في الشفوي زي المركب اللي في وسط البحر وبتروح مع الرياح يمين وشمال, يعني تحس ان الدكتور عاجبه الكلام في الجزء دا اتكلم فيه حسيت انه اتنرفز ومش مقتنع اوعي تتمسك برأيك وتعند معاه, ودا طبعا لوجود اختلافات واراء في بعض الحالات في الطب زي في اي علم تاني , ومطلوب منك انك تكون مع راي الدكتور اللي بيمتحنك سواء كان هو دا اللي انت مذاكره او لأ علشان "تنول الرضا" وأيضاً "تنال الدرجة"..

هو دا سر النجاح دلوقتي مش بس في الكلية ولكن في الحياة بشكل عام, انك تمشي مع التيار , يقولوا يمين تمشي يمين ولو قالوا شمال تمشي شمال ومش مهم انت شايف ايه ولا انت مقتنع بايه المهم الدكتور اكيد هو اكبر منك ويعرف عنك , حتي لو كان الدكتور اللي جنبه رأيه معاكس مش مهم المهم ان دا الدكتور اللي بيمتحنك ودرجتك في ايديه يبقي لازم يكون رايك من رايه وما تتكلمش ولا تعترض لأنك في نظره مجرد "صرصار" سقط حديثاً في بالوعة العلم.

انا لا أؤمن بالمثل القائل
"ان كان لك عند حد حاجة قوله يا سيدي"
لاني باحس انه دعوة عامة للنفاق واللي انتشرت اوي تحت اسم اخر وهو "الشطارة والفهلوة" فمن يتحكم بمصالحك هو سيّدك . منتهي السلبية
"فانت سيّــــــــــــــــــد نفسك"
وعلشان كدة انا ضد قاعدة "خد منه وادحلب معاه" ومع قاعدة
"رأيك اتمسك بيه ولو هتاخد صفر عليه".

ومن الاقوال اللي بارفضها تماما
"امشي جنب الحيط"
لانها بتجعل من الانسان جسد بلا عقل وبلا رأي وبلا حياة وبتحط من قدره وشأنه

"امشي في المكان اللي يريّحك لأن محدش هيريّحك"
و"ان كان لك عند حد حاجة اوعي.. اوعي تقوله يا سيدي"

تذييــــــــــــــل:
**********

فيه أحد الاقوال المأثورة اللي ما اعرفش مين قالها واللي بتقول
"السمك الميّت فقط هو الذي يسبح مع التيار"
فليه نعيش أموات ووهبنا الله نعمة الحياة؟!!

الخميس، فبراير 21، 2008

ولم تكن مجرد فتاة!!


ككل يوم يقلني فيه "مترو الأنفاق" , جلست بمكاني المفضل وسعدت انه كان خالياً ينتظرني فقلّما يحدث ذلك. جلست باخر مقعد بعربة السيدات وهو مكان منعزل الي حد ما عن باقي العربة حيث يقل فيه الازدحام قليلا وهو موقع استراتيجي يتيح لي من التأمل ما يكفيني لكسر ملل الطريق وحيث اري العربة كلها أمامي : الراكب والنازل, الواقف والجالس.
كانت تجلس هي أمامي , منهمكة فيما تفعله , فتاة في العشرينات من عمرها , كانت تغزل بيديها قطعة من خيوط "الكوريشيه" استطعت ان أخمن انها جزء من "حقيبة يد" كالتي كانت تحملها.
استطيع ان اقول انها كانت بارعة فيما تفعل وذلك من ملاحظتي لحركة يديها المحكمة السريعة والتي ذكرتني بحركة يد والدتي وأعادتني سنوات وسنوات الي الوراء, ومنذ اكثر من العشر سنوات حين كانت والدتي لاتزال بصحتها ولديها القدرة علي ممارسة هواياتها.كانت تمتلك موهبة حقيقية ويد بارعة في تلك الأعمال ك"الكوريشيه" و ال"تريكو" وال"الكانافا".

أتذكر ذلك ال"تايير" الذي صنعته لي والدتي وانا بالمرحلة الابتدائية, "بلوفر" و"جيب" قصير من الصوف, حِسها الراقي في اختيار الألوان وتناسقها مع التصميم الرائع جعل منه تحفة فنية كنت أشعر بجمالها وانا أرتديه وكانت تأخذ عين كل من يراه فيسألني "من أين؟!" وغيره الكثير والكثير من التاييرات والأشياء الأخري الرائعة كتلك ال"كوفية" التي لازلت أحتفظ بها الي الان بدولاب ملابسي والتي صنعتها لي والدتي خصيصاً وبناءً علي طلبي والتي لازالت تحمل عطر سنواتٍ كم افتقدها اليوم.

لازلت أتابع الفتاة تغزل وتغزل وأنا أسرح وأسرح وأتذكر تابلوه الكانافا الذي أعلقه في غرفتي والذي صنعته أمّي بيديها الجميلتين الرقيقتين والذي يحمل قيمةً عندي اغلي من لوحة "الموناليزا" فيكفي ان يد امي هي التي صنعته ويكفي أنه يحمل ذوقاً رفيعاً وموهبة رائعة.

استخدمت الفتاة الواناً جميلة متناسقة كتلك التي كانت تستخدمها أمي , وحتي انواع الخيوط التي كانت تستخدمها أمي كانت من أجودها واغلاها لأنها كانت تقدر ما تفعله وكانت تحب أعمالها وتعتز بها.. ولم تكن أمي تصنع هذه الاشياء لتبيعها أو لتعرضها وانما كانت تسرق لحظات من الوقت وزحمة الحياة لتمارس هوايتها وتعبر عن نفسها في صورة فنية ربما ورثتها بشكلٍ أو باخر عنها.

لمدة تطول عن النصف ساعة وانا اتابع الفتاة وهي تغزل وكأنما كانت تغزل بيديها لوحة من الذكريات بعقلي ومن المشاعر الدافئة بقلبي , حيث أعادتني الي أشياء ربما كانت صغيرة ولكنها كانت تحمل من القيمة ما يجعلها الان شيئاً ثميناً غالياً, ربما لم اكن أشعر بقيمتها وانا املكها وربما انني لم أعلم كم كانت مهمة الا بعد أن فقدتها.
نظرت الي وجه الفتاة الشاب الممتليء بالحياة والأمل والي حركة يديها النشيطتين ورأيت فيها صورة أُمي منذ سنوات وقلت في نفسي
"تُري كيف ستكونين بعد سنواتٍ من الان؟!

الأربعاء، فبراير 20، 2008

عندما يصبح الحلم..حقيقة!


صباح غريب.
استيقظت عند الفجر علي صوت المؤذن , فلقد كان صوته اليوم أعذب صوت مؤذن سمعته منذ انتقلت للسكن في منزلي , فذهبت في اتجاه نافذتي لاتنفس بعض الهواء المنعش و رأيت عددا ليس بالقليل من الرجال يسيرون باتجاه المسجد ولم يكونوا متفرقين بل يسيرون في مجموعات علي غير العادة. ابتسمت ابتسامة رضا وغبطة ثم تركت النافذة..

بعد اداء طقوسي الصباحية المعتادة واستعدادي للنزول , نزلت من منزلي لاسير في شارع حسبت انه ليس شارعنا , فقد كان نظيفا مرصوفا , تنبعث منه رائحة عطرة ,الشارع تحفه الاشجار الخضراء والازهار الملونة علي الجانبين ومن فوقها تري العصافير وهي تغرد , البيوت متناسقة الاشكال والالوان في تناغم تام , نظرت امامي لاري الاطفال يودعون اهلهم لركوب سيارات المدرسة بكل أدب وحب, الكل يلزم الرصيف , السيارات وكانها اعيد تجديدها تسير في نظام تام فكل سيارة تلزم مسارها , وحتي المواصلات العامة كُتب عليها بخط واضح عن بعد الاتجاه الذي تسير فيه كما انها لا تقف الا في محطاتها فالباب يفتح ويصعد منه عدد من الركاب بقدر عدد المقاعد الخالية فقط , الكل يجلس في هدوء وسكينة , السائق حسبته أحد الركاب , يرتدي بدلة نظيفة وانيقة ويجلس باحترام متابعا طريقه..
ما هذا الذي أراه؟! هل انا لازلت في مكاني؟!
ومن هؤلاء الناس ؟
ومالهم يرتدون ثياباً متناسقة نظيفة , وتعلو وجوههم علامات الارتياح والسعادة؟!
وماهذه الروح الودودة التي يتعاملون بها؟!
وما هذا الهدوء الذي يخيم علي المكان؟!
أين اصوات انذارات السيارات وشجار الناس واصوات الباعة الجائلين؟!
بل اين هم الباعة الجائلين؟
الرصيف خالي الا من المارة وبعض المقاعد العامة المطلية بلون يناسب لون الشارع.

دخلت احد المحال التجارية لشراء جريدة الاهرام لاعرف ماذا حدث , فربما قرأت ما يسهل علي فهم ما يحدث من حولي , البائع كان رجلاً ودودا راقياً حتي انه شكرني عندما اعطيته ثمن الجريدة , خرجت مسرعة من المحل قبل ان اسقط فاقدة الوعي وجلست علي أقرب مقعد وبيدي الجريدة..

فتحت الجريدة لأقرأ عن الشوراع الغارقة في مياه الأمطار , والحوادث التي راح ضحيتها العشرات لسوء الأحوال الجوية , قلبت الصفحة فوجدت أولئك المتظاهرين لرفع مرتباتهم , وفي الصفحة التالية ذلك الذي قتل جاره لرفضه اقراضه مبلغ من المال , والجامعات المصرية الغير معترف بها, ورجل الاعمال الذي هرب بامواله الي الخارج,ومقال عن اطفال الشوارع.. و....




انقذتني اختي عندما جاءت لتسألني
" انتي ايه اللي نيّمك وانتي بتقري الجورنال ,هي الاخبار مش عاجباكي ولا ايه؟!!"

الاثنين، فبراير 18، 2008

اللي يسأل..!!


اللي يسأل ما يتوهشي لكن عندنا.. هيدوخ السبع والتمن والتسع دوخات كمان.

كنت في طريقي مع بعض افراد اسرتي لاحدي المستشفيات بمنطقة المهندسين, وطبعا كان معانا ورقة فيها العنوان.

بدأنا الرحلة من باب المنزل لمنطقة المهندسين ومش هنتكلم عن المشاكل المرورية اللي قابلتنا في الطريق لانها اصبحت شيء عادي ولكن هبدأ أتكلم من نقطة وصولنا للمهندسين.

أول ما وصلنا للشارع الرئيسي المذكور في الورقة والمفروض اننا هندخل من شارع متفرع منه وكانت هي دي المأساة.

وتطبيقاً لنصائح السلف فقلنا نسأل ومعروف طبعاً ان اللي يسأل ماله؟!
بالضبط أكيد هيتوه.
ولأننا مدركين لما يترتب علي انك تسأل , حرصنا اننا نحسن اختيار من نسأله, وبالصدفة البحتة وجدناه أمامنا فقلما تجدهم في شوارعنا, وهو بالمنطق ينبغي أن يكون علي دراية تامة بالشوارع المحيطة, وللعجب عندما سألناه رد علينا, نعم.. هو عسكري المرور اللي وصف لنا الطريق في كلمتين .. أول يمين في أول شمال.

ياسلام دا مفيش اسهل من كدة , اخدنا أول يميين ودخلنا من أول شمال..

ومشينا
مشيــــــــــــــنا
مشيــــــــــــــــــــــــــــــــــــنا

الي أن انتهي "أول شمال" ومفيش أي ملامح للمستشفي,ووجدنا أنفسنا في مفترق طرق فلم نعرف حتي في أي شارع نحن.

وبالتالي كان رد الفعل الطبيعي اننا نسأل لأننا أكيد قريبين من الهدف, والحقيقة لأننا أدركنا ان اللي يسأل كدة كدة لازم يتوه حتي لو سأل عسكري المرور,فلم ندقق في اختيار من نسأله هذه المرة,وسألنا أول من قابلنا , فابتسم وقال:عفواً أنا لست من هنا.

وكان التالي احد الباعة المتجولين بالأعلام المصرية فهذا الوقت موسم بالنسبة لهم وعندما سألناه حتي عن اسم الشارع الذي يقف فيه قال:معلش أصل دا أول يوم ليّ هنا" حتي اننا اعتقدنا ان اسم الشارع سريّ او انه بدون اسم.

وكنا وصلنا لشارع مزدحم ووقفنا باشارة المرور, فسألنا احد سائقي التاكسي الذي كان يقف بالجوار , والحمدلله قال لنا اسم الشارع الذي نقف فيه ولكنه لم يعرف مكان المستشفي!! حتي أننا لوهلة فكرنا انه ربما لا وجود لها في المهندسين!!


اضطررنا طبعاً لأن نلف بالسيارة ونعيد الكرة من "أول يمين" وذقنا الأمرّين علشان نقدر نلف ونعود , ولان المواطن المصري يتميز بقوة التحمل والصبر , فاننا لم نيأس وواصلنا السؤال ولله الحمد فقد وجدنا اخيراً من أرشدنا الي المستشفي بوصف تفصيلي دقيق حتي أنه وصف أسماء الشوارع ومكان المستشفي بالتحديد في البداية فكرنا انها رحلة جديدة من "التوهان" ولكن بفضل الله أصبح الحلم حقيقة ووجدنا أنفسنا أمام المستشفي وهي للعلم في مكان خفي لايسهل أبداً رؤيته.


ولم يكن هذا البطل عسكري مرور أو سائق تاكسي وانما كان مجرد "بائع فاكهة" أنقذنا من ساعتين من اللف في شوارع المهندسين, حيث لم نجد لافتة واحدة تحمل اسم الشارع, الشوارع ضيقة تكاد تنفجر من السيارات المرتصة علي الجانبين حتي انك لو انحرفت بسيارتك قليلا لاحتكيت باحداهم, ولم تكن هناك أي علامة لوجود مركز طبي أو لافتة تصف كيفية الوصول الي المستشفي التي تعتبر هدف ينبغي ان يكون الوصول اليه سهل في حالات الطواريء, وتذكرت يومها "صفر المونديال" فكيف نستقبل المونديال ونحن لا نملك ما يؤهلنا لذلك, واذا كنا احنا ابناء البلد بنتوه في شوارعها فماذا سيكون مصير زوارنا القادمين من الخارج!!!!!


زمـــــــــــــــــــــــان لم يكن هناك "كباري" وهذا الكم الهائل من السيارات والاتوبيسات, كانت الشوارع بسيطة كمن يسيرون فيها,نجد في الافلام القديمة ذلك العسكري الذي كانت وظيفته حماية المارة وخدمتهم,لم يكن من السهل انك تتوه لان ببساطة كانت الاماكن محدودة او بمعني اخر كانت الدنيا صغيرة.

السبت، فبراير 16، 2008

الحب زمان والحب الان..

زمان كان الحب كدة:-




"هو وهي في حديقة الاسماك أو حديقة الحيوانات وخلفية موسيقية اغنية بحلم بيك لعبد الحليم حافظ"

هي:احمد , امبارح ما نمتش لحد الساعة 10 كنت سهرانة طول اليل يا احمد افكر فيك و اعد النجوم ما كنتش مصدقة اني هاشوفك النهاردة , يعني نبقي جيران واشوفك كل شهرين مرة.

هو:ما تتصوريش يا مني كلامك دا ان حاسس بيه اد ايه , انا كمان يا مني طول الليل افكر فيكي , وكتبتلك كلام كتير اوي وكان نفسي اقولهولك كله , وبعتلك سلاماتي مع القمر اللي فضلت احكيله عنك.
ايه رايك يا مني في السلسلة دي , دي اغلي شيء عندي اهديتهالي والدتي وقالتلي اديها لاغلي انسانة عندي
هي: جميلة اوي يا احمد دي اجمل هدية جت لي في حياتي
انت مش هتيجي تقابل بابا بقي يا احمد , انا بقي عندي 17 سنة وكل شوية عريس رايح وعريس جاي وبابا عايز يجوزني ابن عمي.

هو:طبعا يا مني انا خلاص بقيت موظف درجة رابعة اد الدنيا , انا هاروح اقابل بابا النهارة وان شاء الله كتب الكتاب والفرح يبقوا الخميس الجاي.

ودلوقتي الحب بقي... كدة:



"هو وهي في أحد الكافيهات أو المولات وخلفية موسيقية نجووووووووم اف ام"

هي:ايه اللي حصل امبارح يا حمادة , رنيتلك ييجي 50 مرة وانت منفضللي علي الاخر , فضلت سهرانة لحد الساعة 4 الصبح مستنياك تتكلم ولا حتي ميسد ولا مسج وبعدين انا ما شوفتكش بقالي يومين.

هو:يابنتي امبارح كنت مع اصحابي في السينما وبعدين روحنا نشيّش وراجع البيت الساعة 5 اساساً ما تكبّري بقي, وبعدين انا جيت ابعتلك مسج الموبايل فصل شحن.
المهم شوفتي بقي جبتلك ايه , الدبدوب اللي كنتي هتموتي عليه واحمر كمان

هي:يااه تحفة موت يا ميدو لا بجد عرفت تنشن
طيب عملت ايه في موضوع بابا يا حمادة , ماما بتزن علي دماغي علشان اوافق علي العريس اللي متقدملي وتقوللي بقي عندك 28 سنة هتقعدي اكتر من كدة ايه, انت مش ناوي تنجز بقي؟!

هو:يعني يا بيبي اعمل ايه بس اقطع نفسي انا لفيت علي كل الشركات وكله عايز انجليزي وكمبيوتر او كوسة بقي وانا مش فاضي لكورسات بقي ووجع دماغ انا ما صدقت اخدت البكالوريوس بالعافية, عموما ما تقلقيش كلها 5 سنين أرستأ نفسي وهتلاقيني بخبط علي باب بيتكم.

الخميس، فبراير 07، 2008

عصر الانقراض!!


لست بصدد التحدث عن العصور الوسطي , ولا عن عصر انقراض الديناصورات , في الحقيقة انا أحسد الديناصورات علي انقراضها فهي علي الأقل لم تعش مثلنا لتشهد عصر انقرض فيه كل ذو قيمة فلم يعد له وجود في عالمنا: القيم والأخلاق كالمروءة والكرامة والكرم والحياء والأمانة والصدق والرحمة والعدل,انقرضت الضمائر فلم يبق منها الا القليل.


وانا لا أتحدث من منظور ديني لأنني لست رجلاً من رجال الدين ولأنني لا أخص بالحديث أتباع دين معين بل البشرية جمعاء, الأخلاقيات والقيم التي لم تشرعها فقط الأديان وانما شرعتها الفطرة , الفطرة الانسانية التي أصبحت علي وشك الانقراض هي الأخري.


كلما نظرت حولي وجدت دليلا علي انقراض خٌلق ما , أري سواداً يملأ القلوب , وأكاد أشم رائحة الضمائرالتي ماتت وتعفنت , في زمن أصبح كل شيءٍ فيه مباح , فلا عاد هناك رادع أو مانع.


الواقع مؤلم , والكل يشعر به , فعندما تتحدث مع أحد ما فتجده يشكو اليك , الكل يشكو , ولكنك اذا تفحصت قليلا لوجدت الكل يشكو من أفعاله التي يراها في غيره.حالة من الازدواجية نعيشها ربما دون أن نشعر , نعترض علي أفعال يعملها غيرنا ولكننا حين نفعلها فهي حق متاح وليس بها ما يعيبها.
الازدواجية موجودة علي جميع المستويات , فتجدها بين الأطفال وأيضاً تمارسها الدول بينها وبين بعضها.

السنوات الأخيرة شهدت انهياراً في كل شيء , فهل نحن علي وشك انهيار حضاري كامل؟ّ! أسأل نفسي كل يوم هل سيشهد العالم قريباً عصر من انقراض الفطرة الانسانية؟! هل سنتحول الي أجسام الكترونية تسبح في فضاء الكون بلا أي وازع انساني؟!
أسئلة كثيرة تبشر بقدوم عصر جديد من الانقراض.. حفظنا الله وحمانا


رأيي الشخصي:

ان العالم الان يعيش حالة من التسيب الديني , وتجاهل مُقنع لما تدعو اليه كل الأديان السماوية , وهذا يؤدي بنا الي الوصول لانهيار الأرض بمن عليها وأحسبه قريباً , وأري كل ما يحدث في العالم من حولي مصداقاً لقول الله تعالي "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "سورة الروم - آية 41

فهل من رجعة؟!!

الأربعاء، فبراير 06، 2008

اقتراحات وضحكات!!


**بعد التدهور الملحوظ في حجم رغيف العيش وفي عصرنا هذا أقترح تغيير اسم رواية "بائعة الخبز" الي "بائعة الكايزر" .. مع الاعتذار لل"كايزر" ولكاتب الرواية.


**بعد أن أصبح فانوس رمضان صيني , والاصواف صيني , والجينيز صيني , والتفاح صيني , واليوسفي صيني , والاحذية صيني , والسيارات صيني , ومستحضرات التجميل صيني, وأدوات المطبخ صيني , والاكسسوارات صيني , والصيني أيضاً صيني , فأقترح أن نستورد كميات من الشعب الصيني لاستهلاك منتاجاتهم.


**بما أن شوارع القاهرة أصيبت بانسداد تام , فأقترح استبدال مصطلح "أزمة المرور" بمصطلح اخر وهو "أزمة عدم المرور" وذلك حفاظا علي مشاعر قائدي السيارات.


**بعد تجولي قليلا في شوراعنا , أقترح اضافة بعض التحديثات للتضاريس بمنهج الجغرافيا , فكما ان هناك جبال وهضاب وسهول , فهناك أيضا "مطبات" و"حفرات" و.. "بلاعات".


**اذا كانت البراكين والزلازل والاعاصير المدمرة من الظواهر او الكوارث الطبيعية , فان اطفال الشوارع والرشاوي والفساد من الظواهر او الكوارث ال "غير طبيعية" بالمرة.


**بعد تفشي أزمة التعليم , وأزمة المرور , وازمة البطالة , وازمة رغيف العيش , وأزمة المواصلات , وأزمة العشوائيات , وأزمة السحابة السوداء.. أرسل لكم تحياتي من "جمهورية الأزمات العربية".